السؤال
السلام عليكم
أنا شاب في العشرين من عمري، تعلقت بفتاة تعرفت عليها عن طريق الانترنت، وابتعدت عنها حين علمت بحرمة الأمر، بعد علاقة دامت أكثر من ثلاث سنوات، لم نتقابل فيها مطلقا، أي أني أعرفها بصورها وبالمكالمات الهاتفية فقط، ولكن هذه المدة جعلتني أعرفها بشكل جيد جدا.
المهم أني الآن خارج بلدي، وأريد العفة لي ولها، وذلك بالعقد بيننا بما أني أحبها وهي ذات أخلاق طيبة، تحدثت مع أهلي، وأخبرتهم بقصتنا وطلبت أن يكتب كتابي عليها، حتى لو كان عن طريق الانترنت أيضا ليكون حلالا علينا فقط، ولكنهم يريدون رؤيتها والتعرف عليها وعلى أهلها، كما أنهم يعتبرون أني صغير السن بعض الشيء، وهم متخوفون أن أغير رأيي بعد الزواج وأني أتسلى بالفتاة، وأن الزواج ليس بهذه البساطة.
المشكلة هنا إخواني أني خارج البلد، وفي بلدي كل من أهلي وأهلها في مدينة، ولا يمكن لأهلي بالذهاب إليهم بسبب الوضع الأمني والحرب في بلدي، فقد وعدوني بأنه حال تحسن الوضع سيذهبون.
بالنسبة لي فأنا متأكد من أني أريد الفتاة زوجة لي، وأحاول جاهدا أن لا أفكر بها حتى خوفا من الحرام، ولكني أريدها وأخاف عليها وعلى نفسي من الحرام، والآن يصعب علينا الانتظار حيث إنه لولا وضع بلدي لكنا قد عقدنا منذ زمن.
الآن ليس لي سوى أني أدعو الله ليل نهار أن يكفيني بحلاله عن حرامه، ويجمعني بها في القريب العاجل بالحلال، بالإضافة أنني لا أستطيع الضغط على أهلي لأنهم يعيشون بظروف صعبة جدا، وقد تعبت نفسياتهم كثيرا بسبب هذه الحرب الدامية في بلدي سوريا.
ما الحل برأيكم؟ وبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نسأل الله أن يرفع هذا الكابوس عن أهلنا في سوريا، وأن يعود هذا البلد الطيب إلى أمنه وطمأنينته، ونسأل الله أن يرينا في كل ظالم يوما أسود كيوم فرعون وهامان وقارون.
نشكر لك حقيقة إشراك الأسرة وإشراك الأهل في هذا الأمر، ونحن نؤكد ما أكدته لك الأسرة من أن العلاقة الزوجية بنيان ينبغي أن يقوم على قواعد ثابتة، والشريعة لا يمكن أن تقيم علاقة زوجية بهذه الطريقة إلا إذا عاضدت هذه المعرفة النظرة الشرعية والتعرف على الفتاة وأسرتها وأهلها، حتى الصور لا تغني في هذا الميدان، لأن المعرفة ليست مجرد النظر، ولكنه ارتياح وانشراح، ولكنه معرفة بعائلة الفتاة وتاريخها.
الشريعة تطالب أهل الفتاة أن يتعرفوا عليك، وأن يسألوا عنك، وتطالب أهلك أيضا، وأنت أيضا أن تسأل عن الفتاة وأهلها لتتعرف، لأن هذا مشوار طويل، وعلاقة ممتدة، لا يمكن أن تؤخذ بمثل هذه البساطة.
قد أسعدني وأعجبني تجاوب الأسرة معك، ونسأل الله أن يسهل الأمور حتى تجد منهم العون على إكمال هذا المشوار، وننصحكم بالتوقف حتى يتحقق هذا الأمر، فالفتاة -إن شاء الله- لك وأنت لها، لكن ليس لكما أن تتواصلا، لأنه لا يوجد غطاء شرعي لهذه العلاقة، بل إنا ندعوكم إلى التوقف والتوبة إلى الله من التجاوزات التي يمكن أن تكون قد حصلت في السنوات الماضية، حتى تنالوا بركة التوبة، فهي من أعظم الطاعات والعون على بلوغ ما أحل الله لكم، والطاعة لرب الأرض والسموات لها ثمارها الحلوة، ولها آثارها الطيبة، وهي من دلائل وأسباب التوفيق للإنسان في حياته الأسرية وفي حياته الخاصة.
إذا الآن توقفوا، وأسأل الله أن يصلح لها الأحوال، تذهب أسرتك لتتعرفوا على الفتاة وعلى أسرتها، وحبذا لو تمكنت أيضا من السفر لترى الفتاة على الطبيعة، ثم بعد ذلك تكملوا مشوار الزواج.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.