السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أشكر القائمين على الموقع على ما تبذلونه من جهد ومشقة في الرد على الاستشارات، وعلى الإفادة للغير، فلا يسعني غير أني أدعو لكم بالظهر الغيب بأن يرزقكم الله الجنة من دون حساب، اللهم آمين.
أنا فتاة بعمر 30 سنة ولم أتزوج، وقد تعرفت على رجل متزوج ولديه 5 أطفال، وزوجته ملتزمة جدا، ولقد أعجب بي وأعجبت به كثيرا، ورأيته ورآني وكل منا يكمل الآخر، وقد عرض علي الزواج، وأنا التي رفضت بسبب أن أهلي لم يوافقوا على زواجي بمتزوج، وانقطعنا عن بعضنا 6 شهور، ثم عرض علي الزواج فترددت، ومع ذلك عرفت زوجته بعلاقتنا وزادت المشاكل، ومن هنا بدأ تعلقنا في بعضنا أكثر، وهو لا زال مترددا في الزواج.
لا أخفيك سرا لقد تعبت كثيرا من هذه الحياة، أريد الزواج والأطفال، وعندما وجدت الذي أريده أراه متزوجا وزوجته شديدة الغيرة وتحبه كثيرا، فقد وقعت بمشكلة، أريده لكن ماذا سأفعل؟ لذا أود أن أتركه بسبب زوجته وأطفاله، -يا مستشاري- كيف أبتعد عنه من دون أن أجرح إحساسه وإحساسي؟ أريد خطة أو طريقة حتى لو ابتعدت عنه لا يهاتفني حتى أرتاح، وكم من فكرة طرأت علي مثل أن أكذب أني تزوجت حتى يبتعد عني، ولكني لا أحب الكذب أبدا، ساعدني بطريقة أعالجه وأعالج نفسي من هذا الحب الذي بيننا.
جزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amirah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ولا يخفى على الفاضلات أمثالك أنه لا توجد امرأة ترضى بسهولة أن يتزوج زوجها عليها، ولكن إذا كان الرجل بحاجة إلى الزواج، فإن الشريعة تبيح له ذلك، وعليه أن يعدل بين الزوجات، وعليه أن يحتمل من زوجته الأولى ما يحصل منها، ويصبر عليها، لأن رفضها دليل على أنها تحبه وأنها تميل إليه، ولكن شرع الله على رأس الجميع.
لذلك نحن نرى أن تتوقفي، فإذا أصر وكرر المحاولات وقابل أهلك الأحباب وجاء داركم من الباب، فليس هناك مانع شرعي من القبول به، واستمرار الحياة ممكن، وغضب تلك الزوجة سيقل وقد ينعدم إذا أحسنت أنت التعامل معها ومع الزوج.
نحن نحب أن نؤكد أن هذا الأمر شرعه الله تبارك وتعالى، وأنت أعلم الناس بالفرص المتاحة بالنسبة لك، وليس ما يقوله الناس صحيحا بأنك خربت عليها وأخذت رزقها، لا، هذه أمور يقدرها القدير، ولا يمكن للإنسان أن يأكل درهما من رزق إنسان آخر، لأن الله كتب أرزاقنا ونحن في بطون أمهاتنا، بل قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
لذلك أرجو ترك هذا التردد، ولكن الذي نريده فعلا هو أن يكون هو المبادر، أن يأتي إليك عن قناعة، ليس مجاملة، أن يترك هو التردد لأنه هو صاحب القوامة، هو الذي يريد أن يؤسس بيتا، وننصح بالتوقف عن أي تواصل معه، وإذا كان فيه خير عليه أن يأتي ويكرر المحاولات ويتقدم لطلب يدك رسميا، ويبذل من أجل ذلك صداقا يدل على صدقه، ويتقدم خطوات للأمام، أما إذا كان مترددا فلا ننصح بالارتماء عنده ومحاولة الاقتراب منه، والشرع لا يبيح لكم التواصل إلا إذا كان هناك علاقة رسمية، خطبة، والخطبة أيضا ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولكن إذا عقد عليك فإنه يستطيع أن يتوسع، وإذا خطبك فإنه يستطيع أن يأتي ويجلس في حضور محرم من محارمك ليناقش أمور، وترتيبات مستقبل الحياة.
لذلك ينبغي أن تدركي أن الرجل دائما يجري وراء المرأة التي تجري منه، وتلوذ بعد الله بإيمانها وحيائها وأسرتها، ويهرب من الفتاة والمرأة التي تقدم له التنازلات، والإسلام أراد للمرأة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.
في التوقف حكمة، ولست مطالبة أن تكذبي، وليس كون زوجته ترفض يجعلك تترددين في القبول به ما دام صالحا، وما دمت وجدت أنه مناسب لك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ولا يخفى عليك أن المسلمة والمسلم إذا تردد في أمر فإنه يصلي صلاة الاستخارة، ولأهميتها فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن.
نسأل الله لك التوفيق، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.