السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 14 عاما، عندي وسواس قهري بكل أنواعه، قوي جدا له حوالي 8 سنوات، بدأ بالأفكار وكانت تزيد وأصبحت لا أقدر على استيعاب أي شيء في عقلي، حتى في الدراسة ولا أنتبه لكلام الناس، هذه الأفكار بجانب وسواس الاتساخ، أصبحت لا أقدر على لمس يد أختي، واستمر الوسواس الفكري والوسواس بالاتساخ بجانب وسواس قليل في العبادات، ووسواس المرض والموت، أخاف من الموت والمرض جدا فوق ما تتصورون، وأصبحت أكره الجلوس مع الناس بسبب الخجل الشديد، أفضل الجلوس وحدي مع أفكار الوسواس، وأثر هذا الوسواس على نظري فأصبح ضعيفا، أحيانا أشعر بالاكتئاب ومزاجي متقلب دائما.
أجيبوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على الثقة في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأطمئنك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن الوساوس القهرية -إن شاء الله تعالى- تكون عابرة في مثل عمرك، فهي كثيرا ما تأتي في سن اليفاعة، أنا أقدر أن هذه الوساوس قد بدأت معك منذ الطفولة، لكن هذا لا يعني أبدا أنها سوف تستمر.
الذي أرجوه منك هو أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، ويا حبذا إذا كان هذا الطبيب النفسي مختصا في الطب النفسي للأطفال واليافعين، سوف يتم إعطاؤك علاجا دوائيا، وسوف يوجه لك الطبيب أيضا بعض الإرشادات السلوكية، والتي تقوم على مبدأ: مقاومة الوساوس وعدم الاهتمام بها، وتحقيرها، وصرف الانتباه بصفة كاملة.
المخاوف الأخرى كالخوف من المرض والموت وغيره، هي مصاحبة لقلق الوساوس وليس أكثر من ذلك، وأعتقد أن العلاج الدوائي سيكون مفيدا جدا لك.
موضوع عدم الانتباه وعسر المزاج أيضا من مصاحبات الوسواس، 60% من الذين يعانون من الوسواس القهري بالفعل يحدث لهم تعكر كبير في المزاج، لكن كل هذا -إن شاء الله تعالى- سينتهي.
مهما كانت هذه الأعراض شديدة وقوية عليك يجب أن تجتهدي في دراستك، في عبادتك، في برك لوالديك، وفي أن تستمتعي بالحياة في حدود ما هو طيب وجميل، وفي مجالسة الآخرين وعدم الانطواء العزلة، كي لا يستفرد بك هذا المرض الخطير، هكذا يصرف الانتباه عن الوسواس.
أريدك أيضا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطلعي عليها، وسوف تجدي فيها -إن شاء الله تعالى- إرشادات طيبة وممتازة، خاصة تمارين التنفس التدرجي، الكثير من الناس استفاد منها.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.