سلوكيات وتصرفات ابني غريبة، كيف أتصرف معه؟

0 698

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

ابني عمره الآن ثلاث سنوات بالتمام، هو طفلي الوحيد وتقريبا وصلت لسن صعب الإنجاب فيه مرة أخرى، تصرفاته عجيبة وتقلقني جدا، لما نرفض له طلبا سواء أنا أو والده، يضربني ويحاول يعضني، أنا ووالده نصرخ عليه وممكن نضربه، لأن هذا سلوكه سواء في البيت أو في الشارع أو عند جده أو عمه.

سلوك آخر: هو تعلم يدخل الحمام بنسبة 90%، لكن المشكلة عندما نخرج لا يخبرني أنه يريد الذهاب للحمام نهائيا، ويعمل في ملابسه، أو إذا قال ودخل الحمام ولم يجد قاعدة الأطفال يرفض نهائيا، ولاحظت أنه يمنع نفسه عن الحمام حتى ونحن في البيت، يكون بحاجة لدخول الحمام ويمنع نفسه، بعد الإلحاح عليه أكثر من مرة يدخل وهو في آخر لحظة.

السلوك الذي رأيته اليوم ومن ساعتها وأنا أبكي ومنهارة نفسيا جدا، كنا في الحديقة وكان يلعب بالكرة، جاء طفل في عمره تقريبا، أو أكبر منه بسنة فقط، أخذ منه الكرة، فجاءني وقال أريد الكرة، قلت له اذهب وخذها منه، فذهب للطفل، فقام الطفل بضربه وشد شعره، وابني لم يحاول أن يدافع عن نفسه نهائيا، ذهبت إليه بسرعة وقلت له لماذا لم تضربه، أنت اهبل، أخذ يبكي بشدة، وأنا شبه منهارة نفسيا، علي فكرة هذه ليست المرة الأولى، فقد تكررت أكثر من مرة، الذي يخيفني أنني سأدخله المدرسة السنة القادمة، وخائفة أن يكون جبانا، وقد لاحظت أنه كلما ذهب للحديقة إذا كان هناك طفل أمام اللعبة، فإنه يقف جانبا ولا يلعب.

شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحياة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، ونظرت في سؤالك السابق، ولاحظت أنه يدور حول عنف الطفل، والغالب ارتباط كل الأمور ببعضها.

إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وخاصة في عمر طفلك، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلك ينطبق عليه هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما نحتاج جميعا للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصل الطفل على هذا الانتباه من خلال سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية، وكم يفعل طفل.

ومن الأخطار التي نقع فيها نحن الآباء والأمهات، هو أننا قد لا ننتبه للسلوك الإيجابي، بينما نحن شديدي الحساسية للسلبي منها، وكما قال أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!

فبالنسبة لعناد الطفل وسلوكه المتعب، أنه في هذا العمر الصغير يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف ما هو مسموح، وما هو غير مسموح. ووضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس أو شك أو تردد، لا يعني أن نمارس معه العنف أو الضرب، وإنما أن يقال له وبهدوء ووضوح، أن سلوكا ما غير مسموح أبدا، وأن يعلم وهو يستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيه، ومن دون ابتسام، أنك جادة تماما فيما تقولين.

وبشكل عام الأفضل من المنع عن العمل السلبي، هو أن نشجعه على القيام ببعض الأعمال البديلة الإيجابية وما نريده أن يفعل، أي أن نملأ وقته بما هو مفيد ومسلي، فلا يحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق مخالفة كلماتنا والعناد ورفض طلباتنا.

وسأشرح هنا شيئا أساسيا، هنا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلك، وما يمكن أن تفعليه مع طفلك، ومنها عدة أمور كالتالي:

1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، وأن تـشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكرينه عليه، وأؤكد هنا مهما كان هذا السلوك صغيرا.

2- تجاهلي بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به طفلك، إلا السلوك الذي يعرضه أو يعرض غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.

3- وأما بالنسبة لعناد طفلك، فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحد لا ترتاحين له.

4- ونفس الشيء بالنسبة للتبول، وحاولي تعزيز سلوكه الإيجابي عندما يطلب منك الذهاب للحمام، قولي له "أحسنت يا حبيبي"، فالسلوك الذي نلاحظه يتكرر مع الوقت.

وبالنسبة لتعرض طفلك لأذى الأطفال الآخرين وعدم الدفاع عن نفسه، فالأفضل علاج هذا بالأسلوب غير المباشر، ولا أنصح أبدا أن تقولوا له ما معناه بأنه ضعيف و"جبان" فهذا لن يزيده إلا ضعفا وجبنا، وإن كنت لا اسمي هذا بالجبن، فالطفل ما زال يحاول تعلم المهارات الاجتماعية، وإنما يمكنك علاج هذا عن طريق تشجيعه وتعزيز ثقته في نفسه، فهذا لن يجرئ الآخرين عليه، وإنما سيمنعهم من الاعتداء على حقوقه.

وأنصح بدراسة كتاب أو كتابين في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن يحصلوا على سمكة.

وفقك الله، وأقر عيونكم بطفلكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات