أفكر كثيرا في الموت وأتمناه حبا في الآخرة، فما تفسير ذلك؟

0 335

السؤال

السلام عليكم

أريد أن أطرح مشكلتي عسى أن تكون خيرا! أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، أفكر كثيرا في الموت، لكن بدون خوف، بل على العكس أتمنى أن يأتي هذا اليوم؛ ليس كرها في الدنيا بل حبا وطمعا في اﻵخرة! لقد تكررت معي حادثة مرتين على الطريق العام، وكانت سيارة ستصدمني.

ثم توقفت، وكانت قريبة مني جدا! واحدة حصلت قرابة الأسبوع والثانية منذ شهر تقريبا، وأحلم كثيرا بأحلام تدل على اقتراب الموت، مثل الشهب التي تسقط من السماء، وأنا أدعو بالغفران، لا أعلم إذا كان تفسيرها صحيحا؟! ربما تكون مشكلتي بسيطة، لكنها تأخذ تفكيري!

أعتذر عن الإطالة، وشكرا .

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، يتطلع المسلم دوما إلى لقاء الله تعالى، طمعا في الفوز بالجنة، ونعمة النظر لوجهه تعالى، وهل الحياة كدار ابتلاء إلا من أجل هذا؟! ولكن في نفس الوقت فإن المطلوب منا عمارة هذه الأرض، وإحسان العمل وكما قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا).

ويبقى التحدي أمامنا هو كيف نوازن بين الأمرين: أمر العمل وعمارة الأرض، وبين عدم نسيان الموت، وبأنه مصير كل مخلوق. وربما قولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه تعيننا هنا جدا، حيث قال "عش لدنياك كأنك تعيش أبدا، وعش لآخرتك كأنك تموت غدا".

ويمكن في بعض الظروف عندما تواجهنا بعض الصعوبات الحياتية أن يغلب على أذهاننا موضوع الموت أكثر من أوقات أخرى، وكما حدث معك مثلا في حادث السيارة، ولكن في الغالب فإن هذه الأفكار والمشاعر لا تدوم تطويلا، وهي تخف مع الوقت.

اطمئني؛ فالغالب أن مشكلتك بسيطة بعون الله، وستتجاوزينها، ومن دون أن تترك عندك آثارا ضارة.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات