السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة في التاسعة عشر من عمري، أعاني من تسارع نبضات القلب المفاجئة، وقد بدأت هذه الحالة قبل سنتين، حيث كنت أمر بضغوط نفسية، وفجأة دخلت في شجار، ثم انهرت، وبدأت نبضات قلبي تتسارع، وكأن روحي ستخرج، ومن تلك الحادثة بدأت تلازمني هذه الحالة.
أحيانا إذا تضايقت من أمر ما، وكتمت غضبي، تتسارع نبضات قلبي، وأحاول أن أهدئ من روعي بالشهيق والزفير العميق وتنتظم نبضات قلبي، وأحيانا تتسارع بقوة إذا أكثرت من شرب القهوة، وأحيانا أشعر ببرودة تسري من أعلى رأسي حتى أخمص قدمي، وتبدأ نبضات قلبي بالتسارع من دون أي سبب، وأشعر كذلك بتعرق في فروة شعري، وفي بعض الأيام أشعر بتنميل في أنفي، وحالما أقوم بمسحه أجد دما صاف ونقي يخرج من أنفي، وأشعر بدوار وصداع.
وقد قرأت مسبقا بأنها أعراض لارتفاع ضغط الدم، ولكنني قمت بفحص ضغط دمي، وكان سليما، وهو المعدل الطبيعي.
وللعلم: فإن والدي مصاب بارتفاع في ضغط الدم، فهل هي وراثة؟
كما أنني لا أعلم حتى الآن ما هي حالتي؟ وما سبب تسارع نبضات قلبي المفاجئة؟
ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ oss حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من نعم الله تعالى علينا أنه قد هيأ أجسامنا وعقولنا وأفكارنا وعواطفنا لتتبدل تلقائيا تحت ظروف معينة، وحين يتطلب الأمر ذلك.
وهنالك مثالا بسيطا نعطيه -وهو من وجهة نظري عملي ومهم- وهو: إذا واجه الإنسان أسدا لا بد أن يقاتل هذا الأسد أو يهرب منه، لا خيار غير ذلك، وفي كلتا الحالتين يستجيب الجسم استجابة سريعة، وذلك من خلال إفراز مادة تسمى بالأدرينالين، وهذه المادة تزيد من تسارع ضربات القلب، حتى يتمكن القلب من ضخ كميات أكبر من الدم تكون مزودة بالأكسجين لتنتشر في العضلات وأعضاء الجسم المختلفة لتجعلها أكثر قوة وثباتا ومتانة.
هذا هو الذي يحدث -أيتها الفاضلة الكريمة-، فأنت حين حدث هذا الشجار حدثت لك هذه العملية الفسيولوجية، وبدأ قلبك يتسارع، وهذا أشعرك بالكثير من الضيق والخوف، وبعد ذلك حدث ما نسميه بالتثبيت الشرطي، بمعنى أن نفس هذه الحالة أصبحت تعاودك حتى مع الانفعالات البسيطة عند الغضب وغيره كما ذكرت في رسالتك.
أولا: لا نريدك أبدا أن تدخلي في أي نوع من الشجار، كوني من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، هذا أمر طيب، ويساعدك كثيرا في التواؤم والتكيف مع مثل هذه الحالات.
ثانيا: اصرفي انتباهك تماما عن هذه الأعراض، كل الأعراض النفسوجسدية التي تحدثت عنها يمكن تفاديها من خلال صرف الانتباه عنها.
ثالثا: طبقي تمارين الاسترخاء بصورة صحيحة، فهي مفيدة، ومفيدة جدا، وأعتقد أنت لديك تجربة إيجابية مع تمارين الشهيق والزفير.
ارجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وسوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى- ما يفيدك.
بالنسبة لأعراض التنميل وشعورك بالدوار والصداع: هذه من أعراض القلق والانفعال، وحتى التنميل بالأنف له علاقة بهذا الأمر.
بالنسبة لضغط الدم: نعم هنالك جوانب وراثية تلعب دورا فيه، ولكن لا نستطيع أن نقول أنه الإرث المباشر، إنما هو نوع من الاستعداد الإرثي وليس أكثر من ذلك، وأنت صغيرة جدا للإصابة بضغط الدم، فلا تنزعجي لهذا الأمر، ولمزيد من الاطمئنان يمكنك أن تذهبي أيضا وتقومي بإجراء فحوصات عامة لدى الطبيبة.
إذا هذه حالتك، وقد وجهنا لك الإرشاد المناسب، وبإذن الله تعالى لن تتكرر هذه الحالات، وإذا لم تنتهي هذه الأعراض؛ فأنصحك أيضا بأن تذهبي إلى الطبيب ليعطيك أحد الأدوية المضادة للقلق والتوترات، وهي كثيرة جدا ومفيدة تماما -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.