السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بداية نشكركم على هذا الموقع المفيد، ونسأل الله لكم التوفيق.
تقدم لخطبتي شاب متدين وخلوق، لكني لم أكن موافقة عليه في البداية، حتى أني عندما رأيته خرجت أبكي، وأحسست أني لم أعامل عائلته باحترام، أو هذا ما قاله لي أهلي، لكني لم أقصد، وهذا الشاب هو من رآني وأعجب بي وتقدم لخطبتي، لكني بعد تفكير ندمت وأردت أن أقبل، وبعد صلاة الاستخارة تأكدت، وعندما قررت إعلان القبول إذا بأخي يقول: أنه لا يوجد نصيب، وأن الشاب قد غير رأيه، منذ ذلك الحين وأنا أحس بالندم، أحس أني السبب، وأني لم أعجب أمه، لكن ما بيدي حيلة، لأني كنت أتصرف دون قصد.
أنا لست من النوع المتكبر، وأدعو الله الآن إذا كان فيه خير أن يعيده لي ويجمعنا بالحلال، وأحيانا أقول أنه لم يراع مشاعري وأبطل الخطبة، مع أني في الأخير -والله- أحسست بانجذاب نحوه، فهل هذا نتيجة الاستخارة ومقدر من رب العالمين؟
تقدم لي شاب مؤخرا، لكن لا يملك مستوى علمي، وأنا متخرجة من الجامعة، وهو محافظ على صلاته وخلوق، لكني أخاف أن تكون فوارق بيننا، وحتى إن لم نقصد أن نظهرها، أرجوكم أرشدوني.
ولكم جزيل الشكر، وادعو لي أرجوكم، فإني في حيرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونحب أن نؤكد لك أن الأصل في النجاح والتوفيق في الحياة الزوجية هو الدين والأخلاق، فإذا وجد الدين والأخلاق، وحصل التوافق والانسجام والميل، فإن هذه مؤهلات عالية جدا، وهي القاعدة التي نبني عليها.
أما بقية الأشياء مثل الثقافة والدرجة العلمية، والواقع الاجتماعي والأعمار وغير ذلك، من الأمور فهي عوامل مساعدة، ولكن الرجل ليس من المهم أن يكون صاحب شهادات، لكن المهم أن يكون عنده تفاعل وحضور مجتمعي ووجود بين الرجال، وله أدوار، وله حركة وعلاقات جيدة وصلات بالناس، هذه هي المسائل المهمة في الرجل، والشهادة قد تكون عنده لكنه معاق اجتماعيا، لا يعرف التواصل، ولا تداخل في الناس، ولا يحسن التعامل معهم.
فلذلك نحن نتمنى ألا تترددي في القبول به إذا وجد الدين والأخلاق والانجذاب، بمعنى أنك ترتاحين إليه ويرتاح إليك، لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
ولا نؤيد طبعا فكرة الرد والرفض بسرعة، بل نريد أن تتريثي في هذه الأمور، وتتركي العجلة، تحاولي أن تفكري أكثر من مرة، وتعاملي الناس أيضا معاملة جيدة حتى لو رددناهم، لأن هذا هو الذي ينبغي أن نراعيه، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى طي صفحة الأول، ولا مانع من الدعاء، وإذا كان فيه خير فسوف يأتي الله به، وليس هناك داع للندم، فلن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فكلمة لم يحصل نصيب هي كلمة رائعة، فليس هناك داعي للانزعاج، وما قدره لك القدير سوف يأتيك، ونسأل الله أن يسعدك.
فإذا من المهم: الدين، الأخلاق، بره بوالديه، علاقته بالناس، تواصله مع الناس، حضوره المجتمعي، الارتياح والانشراح الحاصل لك ولأسرتك تجاه أسرته وتجاه الشاب، هذه كلها عوامل مهمة ومساعدة في تحقيق السعادة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.