السؤال
السلام عليكم
أخي الدكتور محمد عبد العليم: أعاني من وساوس وشكوك أتعبتني، أبسطها أن أشعر بأنني لم أغلق باب المنزل جيدا، أو أن هناك أحدا في غرفتي وأنا فيها! هي أفكار عدة، وهذه الأفكار تزعجني، وسمعت أن دواء فافرين ممتاز للوسوسة، ولا أعلم ما الدواء المناسب لي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أريدك وأنت في هذا العمر أن تعتبر أن الأدوية هي العلاج لكل ظاهرة نفسية، أو وجدانية قد تأتي للإنسان، فالوساوس أمر عادي في كثير من الأحيان، خاصة في مثل عمرك، فغالبا تكون مرحلية.
الذي أريده منك هو أن تعرف أن ما تعاني منه هو فعلا نوع من الوسوسة، وأن يكون تعاملك مع هذه الحالة صارما جدا، وهو أن تحقر الشكوك، وأن تحقر الوسواس، ولا تكرر عملية تأكيد إغلاق الباب، لا، أصر أنك لن تقوم بتكرار الفعل أو التردد فيه، حتى وإن ألحت عليك الوساوس.
الوساوس سوف تهزم تماما بهذه الطريقة، ألا تستجيب لها، أن تحقرها، وأن تقوم بفعل ما هو ضدها، نعم هذا يسبب لك الكثير من القلق والإزعاج ربما يستمر لمدة أسبوع، لكن بعد ذلك سوف يختفي تماما، فأرجو أن تتعامل مع الأمر على هذا السياق.
الوساوس أيضا تصطاد الناس من خلال الفراغ، الفراغ الزمني أو الفراغ الفكري أو الفراغ الوجداني، فأرجو أن تدير وقتك بصورة طيبة وجيدة ومثمرة، وتركز على دراستك، وتمارس الرياضة، وتتواصل اجتماعيا، ويكون بالفعل لديك إسهامات إيجابية حيال نفسك وحيال الآخرين، هذا أيها الفاضل الكريم يساعدك كثيرا.
أيضا حاول أن تنخرط في أي نشاط اجتماعي، هذا يعطيك ثقة أكبر في نفسك، ويضعف الوساوس تماما.
أعتقد أن هذا يكفي تماما في مثل حالتك، ولا داعي للاستعجال أو القفز المباشر نحو تناول الأدوية، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.