السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...جزاكم الله خيرا على جهودكم.
قبيل أسبوع تقريبا من الآن، خرجت مني قطرة دم حمراء داكنة، وهو ما يسبق موعد دورتي المعتادة بعشرة أيام، مررت بإجهاد بدني على مدى يومين متتابعين، وكنت أشعر بآلام قريبة لآلام الدورة، ولكن ما يخرج مني حينها سائل مائي خفيف، ولكن بكمية كبيرة، بعد يومين من تكرار خروج هذا الماء وقبل موعد الدورة الشهرية بأربعة أيام، استيقظت على آلام شديدة في البطن.
وعند دخول دورة المياه خرجت قطعة لحم بنصف حجم الكف، تلاها خروج دم صافي أحمر اللون لمدة امتدت 12 ساعة، ثم بعد ذلك خرج مني دم دورة طبيعي، وفي اليوم الرابع بدأ الدم يتحول للون وردي، علما أنني متزوجة منذ خمسة أشهر، وآخر دورة كانت في تاريخ 22-12.
وقد قمت بعمل تحليل دم للكشف عن الحمل، وتبين عدم وجود حمل، والتحليل كان في اليوم الرابع للدورة الشهرية.
أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ joja حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا كانت الدورة الشهرية عندك منتظمة، فإن التفسير الأكثر احتمالا لما حدث معك هو أنه قد حدث حمل في ذلك الشهر, لكنه لم يتمكن من التعشيش, وهو مانسميه (الحمل الكيميائي) فنزول قطرة داكنة من الدم, قبل موعد الدورة بأسبوع أو عشرة أيام، يمكن تفسيره بمحاولة تعشيش المضغة في الرحم، وخروج قطعة لحمية قبل موعد الدورة بأربعة أيام -هي عبارة عن قطعة من بطانة الرحم التي كانت متسمكة ومستعدة لاستقبال الحمل-، يمكن تفسيره بأن التعشيش لم ينجح، وبالتالي حدث إجهاض مبكر للحمل، حتى قبل موعد الدورة الطبيعي، ولذلك فإن تحليل الحمل ظهر سلبيا في اليوم الرابع من الدورة.
كما سبق وذكرت لك بأن الحالة تسمى (الحمل الكيميائي)، وهو حمل لا يتمكن من التعشيش، فينزل قبل الدورة بأيام قليلة، أو قد ينزل مع الدورة، و أغلب حالات هذا النوع من الحمل تمر بدون أن تشخص، لأن مستوى هرمون الحمل يكون قليلا جدا, ولأن الدورة الشهرية غالبا لا تتأخر، ولذلك فهو من الناحية الطبية لا يعتبر إجهاضا حقيقيا.
إن هذا التفسير هو الأكثر احتمالا لما حدث معك، وكان بالإمكان التأكد من ذلك, لو تم عمل تحليل الحمل في الدم بدل البول, لأن تحليل الدم يظهر كمية هرمون الحمل مهما كانت قليلة، أما تحليل البول فهو لا يظهرها إلا بعد أن يصل الهرمون إلى فوق رقم 25 أو 50 وأحيانا 100 وحدة.
ورغم أن كلامي هذا قد يسبب لك شيئا من الضيق أو القلق, لكن في نفس الوقت أحب أن أطمئنك، بأن مجرد حدوث الحمل -حتى لو كان حملا كيميائيا- يعتبر أمرا مطمئنا ومبشرا؛ لأنه يدل غالبا, وبشكل غير مباشر, على أن الخصوبة عندك وعند زوجك طبيعية، وأن الأنابيب عندك سالكة -إن شاء الله تعالى-.
نسأل الله -العلي القدير- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.