بعد التوقف عن تناول أدوية الهلع والقلق رجعا مرة أخرى هل سأستمر على العلاج دائما؟

0 314

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني منذ سنوات من نوبات هلع وقلق، وفي أول أربع سنوات لم آخذ أدوية، ولكن بعدها استشرت طبيبا نفسيا فأعطاني انافرانيل، ومجموعة من الأدوية المنومة، وبقيت عنده 3 سنوات شعرت بتحسن مقبول نوعا ما، ولكن انتكست عدة مرات.

انتقلت لطبيب آخر، فأعطاني الزولفت، والزولام، وفعلا ارتحت كثيرا، وبقيت على العلاج سنة، وبعد التحسن أوقفت العلاج لأفاجئ بعد شهرين بعودة القلق والهلع، واضطرابات في النوم.

والآن أنا عند طبيب جديد، أعطاني المرتابين عيار 45، والزولفت 150 ملغ، أتساءل هل يمكن التخلص من هذه الحالة المزعجة، والتي دمرت حياتي، أم سأبقى على الأدوية وأتعرض لنكسات؟

ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يظهر لي أن حالتك بالفعل قد شخصت على أنها قلق مخاوف يتميز بوجود نوبات الهلع، وربما يكون حدث لك نوع من الاكتئاب الثانوي، لذا قام الطبيب بإعطائك الميرتازبين بجرعة كبيرة نسبيا، وهي خمسة وأربعين مليجراما، وهي السيرترالين – أي الزولفت – بجرعة أيضا نعتبرها كبيرة.

العلاج الدوائي لا شك أنه فعال وممتاز، ويعتبر ركيزة أساسية للوصول إلى حالة الشفاء والتعافي إن شاء الله تعالى، لكن خير وسيلة لتجنب الانتكاسات هو أن يستصحب العلاج الدوائي بالعلاج السلوكي، وأهم خطوة في العلاج السلوكي هي التفكير الإيجابي، وأن يدرك الإنسان نفسه إدراكا صحيحا، يعرف مصادر قوتها، مصادر ضعفها، وبعد أن يتفهم ذاته يحاول أيضا أن يتفهم مشاعر الآخرين، ويتعامل معهم بصورة إيجابية.

هذا يؤدي إلى تطوير الذات وتقوية النفوس، ويساعد إن شاء الله تعالى على منع الانتكاسات، وهناك قطعا علاجات سلوكية أخرى تخصصية بعض الشيء؛ لذا قد يحتاج بعض الناس للمواصلة مع الأخصائي النفسي لفترة طويلة، وتعتبر فترة الثلاثة سنوات فترة معقولة، وليس من الضروري أن تكون الزيارات والمتابعة متقاربة، جلسة مرة أو مرتين في الشهر قد تكون كافية جدا إذا توفرت الظروف المناسبة لذلك.

أنا أعتقد أن الدواء يجب أن تستمري عليه لفترة سنتين على الأقل، لكن قطعا ليس بالجرع الواردة الآن، أو التي تتناولينها في الوقت الحاضر، هذه جرع كبيرة نسبيا، وبعد انجلاء الأعراض تماما – والذي قد يحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أشهر – بعدها يمكن أن ينقلك طبيبك إلى الجرعة الوقائية، وهنا تستمري عليها لمدة سنتين على الأقل، وخلال ذلك حاولي أن توطدي وتقوي الجوانب النفسية السلوكية لديك، وتتخلصي من الهشاشة النفسية، وتكوني إيجابية في تفكيرك – كما ذكرنا – وتطوري مهاراتك، ولا شك أن الالتزام بالصلاة في وقتها من أكبر الوسائل التي تجعل الإنسان يدرك ذاته بصورة إيجابية، وينقل نفسه لمرحلة الطمأنينة، وهي مرحلة مهمة جدا للبناء النفسي الصحيح.

الرياضة أيضا يجب أن تأخذ حيزا في حياتك، فأي رياضة ترينها مناسبة لا بأس بها، وبفضل الله تعالى أنت لديك مهنة محترمة، فالتطوير المهني يساهم أيضا في تطوير الذات بصورة ممتازة، تمنع الهشاشة والانتكاسة النفسية.

اضطرابات النوم: الرياضة تساهم كثيرا في إصلاحها، والحرص على أذكار النوم، وتجنب النوم النهاري، وتجنب تناول الميقظات والتي تحتوي على الكافيين بعد الساعة السادسة مساء، كلها مفيدة وجيدة ومطلوبة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات