السؤال
السلام عليكم ..
أفيدوني وأريحوني، فقد تعبت جدا.
أنا طالبة، جاءتني أفكار ووساوس عن الموت، ودائما أفكر في الأموات وأخاف جدا من موت الفجأة، ومن القبر، ومن عذاب الله، ومن أن يقتص ربي مني بسبب ذنوبي، وأني لا أستحق النعيم بسبب كثرة سيئاتي، وقاربت اليأس، دائما أفكر في الموت والفراق، صرت أترقب كل شيء سيء لي ولعائلتي، أخاف من الأمراض الخطيرة، وما عدت أرى أي شيء حلوا في الحياة، ولا أتمتع بشيء، وصرت شخصا مملا، فقط خائفة وقلقة ومترقبة، وكل شيء أرى أنه علامة على الأجل، ونومي قل، بالله انصحوني ماذا أفعل؟ وهل أنا ما فيه شيء إيجابي ومن الدين؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هوني على نفسك -أيتها الفاضلة الكريمة-، الذي تعانين منه هو مخاوف وسواسية، والمخاوف الوسواسية في أصلها نوع من القلق النفسي، قد تكون هنالك مسببات لهذا الخوف والوسواس، وأكثر الأسباب التي نشاهدها هي أن يكون الإنسان مشغولا بأمر ما لا يفصح عنه، لأن الكتمان قد يؤدي إلى المخاوف والوساوس، وفي بعض الأحيان تحدث أحداث حياتية مثل موت أحد الأقارب، أو سماع موضوع معين عن الموت أو عذاب القبر، وهذا كثيرا ما يكون هو نقطة الانطلاق للمخاوف الوسواسية.
الوسواس وما يصاحبه من مخاوف يكون عابرا ومؤقتا في المرحلة العمرية التي تمرين بها، وأهم طريقة لعلاجه هو ألا تهتمي به، وأن تقاوميه، وأن تحقريه، وألا تناقشي الفكرة. مثلا: الوسواس حول الموت والخوف من الموت وعذاب القبر وموت الفجأة، هذا يحسم بأن تقولي مثلا (أستغفر الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) دون أن تناقشي الأفكار التي تسيطر وتلح عليك، وبعد ذلك انصرفي في شأنك، أشغلي نفسك بأي شيء.
والدخول في التفاصيل وتحليل هذه الأفكار يزيد منها، لكن الحسم والعزم والشدة في مقاومتها وطردها مهم جدا. الخوف من موت الفجأة يزيله الحرص على أذكار الصباح والمساء، خاصة أذكار النوم، مثلا حين تعلمين أن (سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. من قالها من النهار موقنا بها، فمـات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة) يعطيك الشعور بالأمن والأمان، وحتى لو جاء الموت فقد جاء على خير وأنا ذاكرة لله ومستغفرة.
كذلك (اللهم بك وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) وكذلك: (اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت). تأملي وتتدبري في هذه الأذكار والأدعية، سوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى- خيرا كثيرا.
دينك سليم -إن شاء الله-، وعقيدتك صحيحة، احرصي على صلاتك في وقتها، واجعلي لنفسك وردا قرآنيا، وعليك بالدعاء، وكوني بارة بوالديك، واجتهدي في دراستك، وحقري أمر الوساوس تماما.
وأنصحك أيضا بممارسة أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، وهنالك أيضا تمارين الاسترخاء التي أشرنا إليها في استشارة تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها، والاستفادة من التفاصيل الموجودة فيها، وذلك من خلال التطبيق الدقيق لها.
الأمر -إن شاء الله تعالى- بسيط، وأمورك سوف تتحسن، وإن لم تتحسن ففي هذه الحالة اذهبي وقابلي أحد الأطباء النفسيين حتى يصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف الوسواسية، وهي كثيرة جدا، لكن أرى أنك ربما لا تحتاجين لدواء.
وانظري علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.