ما السبب في تأخر النطق لدى طفلي؟

0 532

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لدي طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، وهو لا يتكلم إلى الآن إلا بعض الكلمات البسيطة، وقد أجري له فحص سمع، وكانت النتيجة طبيعية، بالإضافة إلى ذلك عندما يصدر صوت من خلفه يلتفت إلى مصدر الصوت، وللعلم أنه ذكي، ولا يلاحظ عليه أي علامات تخلف، غير أنه كثير الحركة، وقصير القامة نوعا ما.

وعندما عرضته على الدكاترة منهم من قال disorder hyper active ومنهم من قال أن لديه لحمية، ويجب استئصالها كما قال الطبيب أنها واضحة في الأشعة السينية، رغم أنه لا يعاني من الشخير، ونومه مستقر نسبيا، وقال آخرون مع وجود اللحمية إلا أنها لا تحتاج إزالة كونها بعيدة عن مجرى الهواء، فأنا محتار في هذا الأمر، ولكنني أميل لإزالة اللحمية كون الطفل يقوم برفع صوت التلفاز، وكذا مسجل السيارة لأعلى صوت أو يلصق أذنه بسماعة التلفاز.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعند دراسة حالة تأخر النطق أول ما يهمنا هو سمع الطفل, فالطفل الذي لا يسمع أو يسمع قليلا لا يتعلم الكلام أو يتأخر في النطق، وهناك أسباب عصبية مركزية أخرى بعضها وراثي ولا تنطبق على حالة الطفل.

الطفل حسب وصفكم يسمع التنبيه الصوتي وينتبه، وهو ذو مستوى ذكاء طبيعي، وذكرت أنه جرى تخطيط سمع، ومع هذا الطفل يرفع صوت التلفاز والراديو، وهي من علامات نقص السمع؛ ولذلك أحب أن أنوه أن تخطيط السمع في هذا العمر صعب بالطريق التقليدية بتخطيط السمع الكهربائي، ولا بد من إجراء مخطط معاوقة غشاء الطبل وقياس الضغوط في الأذن الوسطى بجهاز تخطيط معاوقة غشاء الطبل، ثم قد نلجأ إلى تخطيط جذع الدماغ؛ حيث لا بد من تهدئة الطفل لدرجة النوم بالمهدئات، وإجراء التخطيط، وهو فحص يعطي نتيجة دقيقة لعمل الطرق العصبية السمعية، وبشكل مستقل عن ردات فعل الطفل التي نستعملها في تخطيط السمع العادي لتحديد عتبة السمع، بعد إجراء تخطيط جذع الدماغ لدينا احتمالان:

1- في حال عدم وجود مشكلة في السمع فالطفل طبيعي، وهو لا زال ضمن السن المقبول لتعلم الكلام، ويساعده الاختلاط بالأطفال الآخرين مثل وضعه في روضة قبل المدرسة واللعب مع الأقارب، والأخوة من نفس العمر.

2- أما في حال وجود نقص سمع -والذي لا أتوقع في حال وجوده أن يكون شديدا نظرا لارتكاسه للأصوات ولتعلمه بعض الكلمات- فلا بد من تحديد السبب من الأذن الوسطى أم من الأذن الداخلية, ففي أسباب الأذن الوسطى يكون السبب من انصباب السوائل في الأذن الوسطى مما يعيق حركة غشاء الطبل، وهذه الحالة تعالج بإجراء شق لغشاء الطبل تحت التخدير العام وسحب السوائل، ووضع قنية تهوية في غشاء الطبل.

أما في الأسباب العصبية لنقص السمع فيجب وضع معينه سمعية (سماعة) في الأذن الضعيفة، ويمكن وضع معينة في الأذنين في حال كون نقص السمع في الطرفين، ويتم برمجة السماعة بحسب تخطيط السمع.

بالنسبة لضخامة الناميات الغدية ( اللحمية ) فلا داعي لاستئصالها طالما لا يوجد أعراض انسدادية في التنفس كالشخير والفم المفتوح ليلا أو ليلا ونهارا, وطالما الصورة الشعاعية لا توحي بانسداد حقيقي، أما في حال كون وجود انصباب سائل في الأذن الوسطى ففي نفس العملية، وطالما تم التخدير العام نقوم بتجريف الناميات الغدية، وإن كانت صغيرة.

أخيرا أخي السائل: أشجعك على متابعة الاستقصاءات حتى التأكد من سلامة السمع؛ لأن التأخر في التشخيص يؤخر العلاج، وقد يجعله أصعب، وبالتالي يؤخر النطق أكثر إن كان سبب التأخر هو السمع.

دمتم وأولادكم بصحة وعافية إن شاء الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات