ابن أخي ترك صلاته ومنزل عائلته دون أن يخبرنا عن مكانه وتدهور دراسيا

0 209

السؤال

السلام عليكم

لي ابن أخ عزيز وحبيب لقلبي وأعتبره ابني، يشعر بقلق شديد أو توتر، راجع طبيبا نفسيا منذ عشرة أشهر تقريبا دون أن يبلغ أحدا، قال لي ذلك في لحظة إلا أنه لم يكمل باقي المعلومات حول وضعه تماما، المهم الآن يخاف من والده بشدة، وترك البيت منذ 25 يوما، ويرفض إعطاءنا عنوانه، قابلته 3 مرات، فهو يثق بي لدرجة محددة، لأنه لم يعطني عنوانه رغم وعودي له بعدم إبلاغ أحد عنه.

هو طالب جامعي في السنة الثالثة، لم يكمل الامتحانات النهائية لهذا الفصل، عرفت منه أنه يتناول منوما ومهدئا حتى ينام ولا يحلم بوالده، حلمه يتكرر معه أن أربعة عقارب تقترب منه بصورة والده وإخوته، كونه يثق بي ويقابلني خارج البيت ويرفض العيش عندي، كيف أتصرف؟ وكيف أعالجه؟ أخاف عليه جدا، هل أجبره على مقابلة والده رغم خوفه منه؟ أرجوكم الإسراع في إجابتي أو توجيهي لمن يساعدني بحل المشكلة، الآن هو تارك الصلاة ويقول أنه لا يستطيع الصلاة أو التسبيح، علما أنه كان ملتزما جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشاكرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العافية لهذا الشاب، ونشكرك على اهتمامك به، ولا شك أن خروجه من المنزل وابتعاده عن بيت الأسرة، وتركه للصلاة بالرغم من أنه كان ملتزما، وأنه لم يكمل امتحاناته، هذا تدهور واضح في حياة هذا الشاب، تدهور اجتماعي، تدهور أكاديمي، وربما يكون هنالك تدهور نفسي أيضا، هذا الأمر يجعلني حقيقة أتوقف عند هذه التصرفات، وإذا قسناها بالمعايير النفسية الصحيحة لا بد أنها مؤشر لوجود مرض ما، نوع معين من الاكتئاب، أو نوع معين من الأمراض الذهانية.

فهذا الشاب يحتاج بالفعل لمساعدتك، وجزاك الله خيرا، ما دمت أنت قد أخذت هذه المسؤولية على عاتقك فأرجو أن تكملي المشوار، ولك -إن شاء الله تعالى- من الله حسن الثواب.

لا تجبريه على مقابلة والده، لكن أعتقد أنك لو توددت إليه أكثر، وجعلته يكون أكثر ثقة بك، وبعد ذلك قدميه إلى الطبيب النفسي، هذا الشاب يحتاج فعلا لفحص ومناظرة واستقصاء نفسي مفصل، ومن ثم توضع له الخطة العلاجية، هذا هو الذي يجب أن يحدث.

المتغيرات في الحياة تغيرات رئيسية، كبيرة، وسلوك الإنسان دائما هو مرآة أساسية لطريقة تفكيره وتوازنه النفسي والوجداني، فأرجو أن تذهبي به إلى الطبيب، ولا تشغلي نفسك بموضوع الأحلام وما ذكره، هذا كلام لا أعتقد أنه يشير إلى أي شيء، وفي ذات الوقت -أيتها الفاضلة الكريمة- إذا أخذت مبادرات مع والده، وشرحت له وضع ابنه وأنه في حالة غير طبيعية، وربما يكون يعاني من علة مرضية، فيجب أن لا يؤاخذ، إنما يساند ويؤخذ بيده من أجل العلاج، والرجوع إلى سيرته الأولى -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات