السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على جهودكم الكبيرة.
لدي أخ عمره 15 سنة، كثير الكذب، أحاول مرارا مصارحته بأني لا أريده أن يتحلى بهذه الصفة، يقول: إننا نتهمة بالكذب.
مشكلته الآن: عندما يجد مالا في البيت يأخذه دون علمنا، ولو وجد شيئا يباع يأخذه ويبيعه، ولا يعترف بهذا أبدا، أتعبنا نفسيا، عندما نصارحه يقول: سأترك البيت، احترنا معه، ونريد أن تمر فترة مراهقته بدون تطبعه بهذه الطباع.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lamees حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال من يمننا الذي نحبه، وندعو له بالأمن والأمان.
قد تتفاجئين بأني سأقول لك: أن تعاملي هذا الأخ ليس على أنه كاذب، وإنما على أنه من أصدق الناس!
هناك قاعدة عجيبة تقول: إننا إن عاملنا الشخص كما هو عليه، فسيبقى كما هو، وعلى حاله، بينما إن عاملناه كما نريده أن يكون، فسيصبح على هذا الحال الجديد.
إنكم إن عاملتموه على أنه كاذب، فستعاملونه بطريقة تجعله يبقى على عادة الكذب، بينما إن عاملتموه على أنه صادق، فإذا كان هناك من فرصة لأن يصبح صادقا فهي من هذا الطريق.
أرأيت كيف أن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لم يعامل أهل مكة على ما هم عليه من الكفر، وإنما عاملهم كما يريدهم أن يكونوا، فعندما سأله الملك إن أراد أن يطبق عليهم الأخشبين، وهما جبلان محيطان بمكة، قال: لا، آملا أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله، وهذا ما حصل، ومكة الآن قبلة المسلمين في كل مكان.
حاولي أن تعززي عند أخيك صفة وخلق الصدق؛ أي أنه كلما صدق الكلام معك، أشكريه على هذا، بينما تجاهلي أحيانا كذبة هنا، وواحدة هناك، ففي علم النفس: إن السلوك الذي نلاحظه ونعزز عليه يتكررمع الوقت، بينما الذي نتجاهله يذهب ويختفي مع الوقت.
وفقك الله، وحفظ أخيك من كل سوء.