السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ زمن طويل من انتفاخ في البطن بعد أي وجبة أتناولها، هذا الانتفاخ يكون ظاهرا حتى مع لبس الملابس غير الضيقة، أعني أنه ليس انتفاخا بسيطا، ويستمر لساعات كثيرة وغالبا طوال اليوم. أحيانا لا يدوم الشعور بوجود غازات مزعجة.
وما أن أطرد الغازات الموجودة يستمر الانتفاخ لكن بدون أن أشعر بوجود غازات أخرى، وأحيانا أنام وبطني منتفخ، وأستيقظ في الصباح وقد زال الانتفاخ، ومرات أخرى يستمر الانتفاخ للأيام التالية.
المزعج أن الانتفاخ ملازم لكل وجبة أتناولها، سواء كانت فطورا بسيطا أو غداء دسما، وإذا صدف أن تناولت المأكولات الحارة يزيد بالطبع حجم هذا الانتفاخ.
أنا لا أستعمل أي أدوية، وقد جربت الكثير من المشروبات الصحية كالزنجبيل واليانسون وغيرهما بدون أن أجد فوائد كبيرة، لاحظت أكثر من مرة أن وجهي يكون شاحبا عندما يكون بطني منتفخا بالرغم من أنني أجريت تحاليل لفحص الدم، وكان التحليل سليما ماعدا وجود نقص في فيتامين د.
أجريت مرة أخرى تحليلا للبراز وكان التحليل سليما، وفي الشهور الماضية يتكرر شعوري بالحرقان عند وبعد خروج البراز، بالرغم من عدم أكل مأكولات حارة، وأحيانا يكون الحرقان مصاحبا للبول، عند تناول الطعام أحرص على مضغه جيدا وببطء لتحسين عملية الهضم، وأحرص على شرب كميات مناسبة من المياه، كما أنني لست من محبي الأكلات الحارة، ونادرا ما أشرب المشروبات الغازية، وأمارس الرياضة مرة على الأقل أسبوعيا، وبشكل عام صحتي جيدة، وأعاني فقط منذ صغري من حساسية مزمنة في الأنف، ولم أدر حتى الآن سبب هذه الحساسية.
أرجو أن تفيدوني بخبرتكم، وأن توضحوا لي سبب هذا الانتفاخ الذي أجده دائما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يوجد الهواء في الجهاز الهضمي بشكل عادي، والذي يحدد مقداره بين 1-1.5 ليتر، وثلثي هذه الكمية يأتي من الهواء الخارجي، وهو ناجم عن دخوله للجهاز الهضمي عبر ابتلاعه، بينما الثلث الباقي ينتج عن العمليات الكيماوية أثناء عملية الهضم للطعام بتأثير الأنزيمات والهرمونات الهاضمة، والبكتيريا الموجودة في القولون، إن معظم الغازات الموجودة بالقولون تنتج عن فعل بكتيريا القولون على بقايا الطعام الواصل إلى القولون، ولكن زيادة هذه الكمية سيترتب عنها المعاناة من نفخة البطن، وهناك عوامل كثيرة تؤدي لحصول نفخة البطن، وهي:
1- تناول الطعام بسرعة مما يصاحب ذلك ابتلاع الهواء.
2- زيادة تناول النشويات والسكريات، مما يزيد إنتاج الغازات في الأمعاء نتيجة التخمرات الجرثومية بواسطة الجراثيم الصديقة المستوطنة بأمعائنا، وكذلك من تخمرات السيللوز.
3- بطء الأمعاء وكسلها، فتقل فعالية الأمعاء في طرد الغازات المتراكمة فيها.
4- مضغ العلكة (اللبان) لفترات طويلة، ففي هذه الحال يضطر الشخص إلى أن يبلع ريقه في شكل مستمر الأمر الذي يؤدي لابتلاع الكثير من الهواء.
5- التوتر العصبي، فالشخص القلق يتميز عن غيره أنه يبلع كميات كبيرة من الهواء عند تناول الطعام.
6- تناول الأغذية المطلقة للغازات مثل العدس والحمص والفول.
7- انسداد الأنف بغض النظر عن السبب (زوائد لحمية، الجيوب، التهابات الاذن الوسطى) يؤدي بالضرورة إلى التنفس من خلال الفم، وبالتالي ابتلاع كميات أكبر من الهواء.
8- التدخين والأركيلة من مسببات نفخة البطن، كذلك بسبب ابتلاع الهواء بكثرة معهما.
نفخة البطن حالة مزعجة للمريض رغم أنها لا تشكل خطورة على الصحة، وفي معظم الأحوال لا تدل على مرض خطير، ومن الضروري مراجعة الطبيب عند ترافق النفخة البطنية مع: فقدان الوزن، الإسهالات، تورم الساقين، الإحساس بوجود كتلة في البطن، وجود إقياء.
وبالنسبة لشكواك -أختي الفاضلة- فهي نفخة بطن بدون أي خطورة، وخاصة أن جميع التحاليل المجراة لك كانت طبيعية، وبحسب عرضك لكل التدابير التي تتخذينها في طعامك وشرابك فهي جيدة، وتبقى شكواك من التحسس الأنفي المزمن، لعله السبب في غلبة التنفس الفموي عندك، وابتلاع نسب زائدة من الهواء المحدثة لنفخة البطن.
ويبقى للبند المتعلق بالحرقة عند الخروج، وكونك لم تذكري في استشارتك هل تعانين من إمساك أو إسهال مرافق؟ هنا أنصحك بتحليل براز يتم فحصة خلال نصف ساعة في المخبر للبحث عن وجود طفيليات أو ديدان، والكشف الطبي لنفي إصابتك بالبواسير أو الشقوق الشرجية، ويمكن لك استخدام دواء Simithicon حبتين أو ثلاث حسب الاستجابة عليه في اليوم، وبمقدار حبة واحدة كل مرة.
مع تمنياتي لك بالشفاء.