ثقتي في نفسي معدومة، وأتلعثم أثناء شرح الدرس للطالبات

0 434

السؤال

عندي مشكلة: أنا أعمل في مدرسة، أقابل الناس ولكني أحيانا أتلعثم وأنا أشرح، وأضطر أن أعيد، وقبل فترة جاءتني طالبة وصرخت في وجهي أني لا أعرف كيف أشرح جيدا، ولابد أن تشتكي للإدارة، وفي نفس الليلة لم أنم، وفكرت لو فصلوني من أين سأصرف؟

خصوصا وأن عندي مشكلة مع أهلي، وأمي لا تعطيني مالا إلا بعد معاناة وتعب، ولا تكفيني، وللعلم أنا وحيدة أمي بين 6 أشقاء، ومعاملتها لهم تختلف عني، تعبت بصراحة، ولا أعرف كيف آخذ حقي، وثقتي معدومة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

موضوع الثقة بالنفس من المواضيع الهامة، ولذلك سأذكر هنا بعض الخطوات العملية لتعزيزها.

طبعا ليس هناك إنسان عنده ثقة كاملة بنفسه، وإنما يختلف الأمر من شخص لآخر، وحتى عند نفس الشخص قد يختلف الأمر من وقت لآخر، فالشخص العادي والذي ثقته بنفسه لا بأس بها قد يشعر بالتردد وضعف الثقة بالنفس نوعا ما عندما يكون أمام تحد جديد، كأن يكون على وشك الدخول لامتحان مثلا، وهناك خطوات كثيرة يمكن أن تبني ثقة الشخص في نفسه، واطمئني فأنت بمجرد الكتابة إلينا قد قمت بالخطوة الأولى، وهو أن يشعر الإنسان أو يقر بأنه يحتاج لرفع الثقة بالنفس.

حاولي أن تتعرفي -إن استطعت- على بعض أسباب ضعف الثقة بالنفس عندك: هل هي طبيعة التربية، أو وجود من يكثر انتقادك الآن، أو في الماضي؟ لأن هذا مما يضعف الثقة بالنفس، وأحيانا مجرد انتباهك لهذا يمكن أن يحميك من المزيد من هذا الضعف.

تذكري بأنه لا يوجد إنسان "كامل" فكل واحد يمكن أن يرتكب أخطاء، فحاولي أن تتعلمي بعض الدروس من أخطائك، وتجنبي الميل للكمال، وصحيح أن أمورك يجب أن تكون كلها أفضل ما يمكن، إلا أننا أحيانا لابد أن نقبل بأقل مما هو الأفضل.

ومما يعزز الثقة بالنفس كثيرا موضوع تعزيز إيجابياتك ونجاحاتك المختلفة في الحياة، تعرفي على نقاط القوة عندك، وافتخري بها، ولا تركزي فقط على القصور أو السلبيات، فكلنا عندنا من هذا وذاك، وإذا كانت طالبة غير مرتاحة لك، فلا شك أن هناك طالبات أخريات ترتاح لطريقتك في التعليم، هل تتحلين بالروح المرحة؟ هل تتقنين هواية فنية من الهوايات؟

اشكري الله تعالى على الدوام على النعم التي أنعم بها عليك، فالشكر على النعم تزيد من ثقتك بنفسك "لئن شكرتم لأزيدنكم" وحاولي أن تكوني إيجابية مع نفسك، ومع الآخرين، وانظري لنصف الكأس الممتلئ، وليس فقط للنصف الفارغ، وإن تقديرك لما عند الآخرين يعزز ثقتك في نفسك.

ساعدي الآخرين فيما يحتاجون، فهذا من أكبر أبواب زيادة الثقة بالنفس، وفي نفس الوقت إن مدحك أحد على أمر إيجابي عندك، فاقبلي هذا المدح، واشكريه عليه.

حاولي أن تعبري عن رأيك في الأمور، وإذا رأيت التمسك بهذا الرأي فلا بأس، وفي بعض لحظات الضعف -وخاصة أمام الطالبات- فلا بأس أن تتصنعي أو تتظاهري بالثقة في النفس، فهذا لن يضرك، وإنما يعطيك الشجاعة والثقة، وتصرفي أمامهن وكأنك أكثر معلمة ثقة بنفسها، ولماذا لا؟! وتذكري بأن النجاح يؤدي لنجاح، والثقة القليلة بالنفس يمكن أن تزيد هذه الثقة، وهكذا.

وفقك الله، وأشعرك بالثقة في نفسك.

مواد ذات صلة

الاستشارات