السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 45 سنة، غير متزوج، لأسباب مادية، أعمل في المنزل منذ أكثر من 20 سنة في الكتابة والتصميم على الكمبيوتر، أجلس معظم الوقت على الكميبوتر، ليس عندي أهداف ذات معنى حقيقي في هذه الحياة، قبل عدة سنوات شعرت ببعض الاضطرابات الجسدية والتوتر والخوف فقمت بزيارة بعض الأطباء، وأجريت فحوصات تبين من خلالها أني -والحمد لله- لا أعاني من اضطراب عضوي.
قمت بزيارة طبيب نفسي، وقام بسؤالي عدة أسئلة ثم تبين له أني مصاب بقلق ذي أعراض جسدية، وصف لي بعض الأدوية النفسية لمدة سنة كاملة، لكني لم ألتزم بالأدوية لأني خشيت استخدامها في ذلك الوقت، ثم بعد فترة اضطررت لزيارة طبيب بعد تفاقم الحال، حيث بدأت أشعر بالتوتر والقلق وانتفاخ البطن والتجشؤ الزائد، والخوف من الموت والرجفة وعدم التركيز.
قال لي الطبيب أني مصاب باضطراب في القولون مع أن بطني لا يؤلمني أبدا عند الانتفاخ، وغالبا ما أكون في الصباح بحالة جيدة، ووصف لي دواء (نيكسيوم)، وليبراكول، وسيبرالكس 5 ملغ يوميا، وأنا مستمر على هذه الأدوية منذ أكثر من عامين مع فترات بسيطة من الانقطاع.
حاليا لايزال الانتفاخ موجودا وكذلك التوتر لكنه يأتي بنوبات أقل حدة، ومؤخرا أشعر بالدوخة عند النهوض من الفراش أو الوقوف بعد الجلوس الطويل، وخاصة عند الالتفات بالرقبة جهة اليسار، وتزداد الدوخة مع زيادة الالتفات، كما أني أصحو من النوم كثيرا مع شعور بجفاف رهيب بالحلق.
حين أجريت صور الأشعة منذ سنوات كشفت وجود مناقير في فقرات الرقبة، لكن لم يتم وصف دواء لي، وحين أنام على جهتي اليسرى أشعر بتنميل وانتفاخ في الإبهام والأصبعين التاليين له، فأضطر للنوم على الجهة اليسرى.
هل ما أعاني من الدوخة والاكتئاب وعدم الرغبة في العمل (لم أعمل منذ شهر) سببها الأدوية التي أتعاطاها (سيبرالكس 5 ملغ يوميا) و(نيكسيوم 40 ملغ يوميا) ؟ وهل أحتاج لرؤية طبيب نفسي أو طبيب أعصاب. أو ماذا بالضبط؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
انقطاعك للكتابة والتصميم على الكمبيوتر لا شك أنك قد جنيت منه فوائد معرفية كبيرة وكثيرة، ولكن في ذات الوقت ربما يكون قد أضر بك، فالتواصل الاجتماعي هو أحد الأسس المهمة لتطوير مهارات الإنسان، وكثير من الأعراض النفسوجسدية تصيب الناس نسبة لانعزالهم أو نسبة لانشغالهم وعدم اهتمامهم بإدارة وقتهم بصورة صحيحة، مما يترتب عليه نمط حياتي رتيب وروتيني، قطعا يضر بصحة الإنسان النفسية وكذلك الجسدية.
وأعتقد أن هذا الأمر قد ساهم لدرجة كبيرة فيما تعاني منه من حالة نفسوجسدية، وأعراض التجسيد – كما تسمى – تكون كثيرا مرتبطة بالاكتئاب النفسي، وأنت بالفعل لديك درجة من عسر المزاج التي يجب ألا نتجاهلها، وبالطبع عمر الخمسة وأربعين عاما هو عمر الاكتئاب عند الرجال.
أخي الكريم: مقابلتك للطبيب النفسي أعتقد أنها سوف تكون مفيدة ومفيدة جدا لك، ومضادات الاكتئاب الحمد لله تعالى الآن أصبحت متوفرة، وهنالك أدوية متميزة فاعلة جدا وسليمة، فأقدم على مقابلة الطبيب النفسي، لكن أهم من ذلك (أخي) هو: أن تغير نمط حياتك، أولا بالنسبة للزواج: يجب أن تعيد ترتيب أوراقك، وتنظر إلى هذا الأمر بشيء من الجدية والتفكر، المرأة الصالحة – أخي الكريم – هي خير رفيق للرجل، خاصة حين يتقدم العمر بالإنسان، والحالة المادية وضيق ذات اليد أرى أنها يجب أن تكون سببا للزواج، ليس مانعة للزواج، لأن الله تعالى يقول: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع وعليم} إذن الزواج نفسه باب من أبواب الرزق، فأرجو أن تغير منظومتك الفكرية حول هذا الأمر.
وبالنسبة لنمط حياتك (أخي) لابد للرياضة أن تأخذ حيزا مهما جدا، أنت محتاج لرياضة المشي، والرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام، أنت محتاج لإدارة وقتك بصورة أصح وأفضل، أنت محتاج لحياة صحية، ترتب فيها غذاءك، مواعيد نومك، تواصلك الاجتماعي، الترويح عن النفس بما هو طيب ومباح، وأعتقد أنك بذلك مع جانب تناول الدواء الذي سوف يصفه لك الطبيب سوف تعيش حياة طيبة وهانئة جدا بإذن الله تعالى، ومقدراتك فيما يخص الكتابة والتصميم قطعا هي ذخيرة وزاد لك لاكتساب المزيد من المهارات والتميز.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.