بعد نزلة برد أصبت بالتقيؤ.. هل سببه السعال أم العلاج؟

0 2714

السؤال

السلام عليكم

منذ أسبوع تقريبا أصبت بنزلة برد أدت لارتفاع درجة الحرارة إلى 38.8، مع وجود سعال وانسداد بالأنف وصداع، وسبق ذلك وجود (شكشكة) في الحلق واحتقان.

ذهبت للطبيب وكتب لي مضادا حيويا "تافاسين 750"، بالإضافة لخافض للحرارة، وشراب للكحة.

المهم أني امتنعت عن المضاد لبضعة أيام، واكتفيت بخافض الحرارة، ولكن لأن الحالة لم تتحسن أخذته، وبعد أول قرص انخفضت درجة الحرارة لمعدلها الطبيعي، فأكملته حتى نهايته -خمسة أقراص-.

ذهبت كل الأعراض باستثناء السعال فهو الوحيد الذي بقي، وربما سيلان في الأنف، وعادة يكون السعال في أشده بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، ويخف بالتدريج حتى يصبح خفيفا جدا في باقي اليوم، ولكن منذ يوم تقريبا شعرت ببلغم في صدري فسلعت بقوة لإخراجه، وهو ما أدى فورا لزيادة كبيرة في إفراز اللعاب، وبعدها بحوالي 40 ثانية تقيأت.

هل التقيؤ سببه السعال الشديد، أم سببه تافسين؟

خاصة أنه في نشرته يقول: إنه قد يسبب ضررا للكبد، ومن أعراضه الغثيان والتقيؤ، وبول داكن، وبراز فاتح -وهذا هو ما سبب لي قلقا كبيرا-، وطبعا أغلبه غير موجود لا في البول ولا في البراز ولا لون العين، فقط تلك المرة التي تقيأت فيها.

علما بأن القلق أصلا: يسبب لي أعراضا مشابهة من بينها التقيؤ، والغثيان، وفقدان الشهية، وأنا أتناول سيروكسات للقلق، هل أذهب لطبيب ليرى سبب التقيؤ؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي بدأت بوصفها تتماشى مع التهاب طرق تنفسية فيروسي المنشأ, وأستغرب بأن يبدأ طبيبك فورا بالمضاد الحيوي الذي لا يفيد مطلقا في الالتهابات الفيروسية, وخاصة مضاد حيوي واسع، ومن الجيل الثاني من الكينولونات، وذو استخدامات خاصة، وتأثيرات جانبية أحيانا خطيرة مثل: التافاسين.

هذه الالتهابات الفيروسية تتحسن بمناعة الجسم فقط، مع إعطاء معالجات عرضية مثل: مضادات الاحتقان، ومضادات التحسس، والمقشعات، ومضادات السعال، والمسكنات.

أما لماذا حصل التحسن السحري بعد أول حبة من التافاسين عندما عدت لاستخدامه؟ لاشك أنه محض مصادفة؛ حيث أن المرض وبعد حوالي عدة أيام قد دخل مرحلة الشفاء الطبيعي بسبب مناعة جسمك الذي صادف عودتك للمضاد الحيوي، عادة الالتهابات الجرثومية الثانوية المرافقة للمرض الفيروسي تبدأ بعد حوالي أسبوع من بداية المرض وتشتد بعدها.

بالنسبة للبلغم: هو طبيعي بعد الالتهابات التنفسية، وأحيانا عند بعض المرضى يؤدي (لمنعكس العصب المبهم) وهو العصب المسؤول عن تشنج الحنجرة والقصبات؛ وبالتالي السعال التشنجي, وزيادة حركية الغدد اللعابية، والمريء والمعدة والأمعاء، وهو ما يؤدي أحيانا لزيادة اللعاب والغثيان والإقياء والإسهال.

لا حاجة لزيارة الطبيب لمجرد إقياء لمرة واحدة، وهذا بالتأكيد ليس من أعراض أذية الكبد التي تلاحظ أحيانا من استخدام التافاسين، ونكتفي بالعلاج العرضي لالتهاب الطرق التنفسية الذي ذكرته سابقا.

دمت بصحة وعافية من الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات