السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
عندي ولد عمره ثلاثة أعوام ونصف، وبنت عمرها خمسة أعوام، وأحب أن أربيهم تربية إسلامية، وأتمنى أن يحفظوا المصحف، هل العمر مناسب لأبدأ تحفيظهم القرآن وقصص القرآن وسيرة النبي -عليه الصلاة والسلام-؟ وكيف أجعلهم مسلمين مثاليين؟ لأن الإلحاد والتشيع كثر في عالمنا العربي، وأحب أحصنهم من الفتن.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الباحثة عن رضا الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ونشكر لك هذا السؤال الهام، وهذه النية الصالحة والرغبة الأكيدة الطيبة، ونسأل الله أن يعينك على تحويل النيات إلى أعمال صالحات، وأن ينبت هؤلاء الأبناء نباتا حسنا، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحب أن نؤكد لك أن الأبناء في سن مبكرة، وهذه سنوات غالية جدا لا بد من الاستفادة منها، وتعليمهم كتاب الله تبارك وتعالى، والأذكار، وحب الصحابة – عليهم من الله الرحمة والرضوان – بعد حب النبي – عليه صلاة الله وسلامه - .
ونحب أن نؤكد أن الطفل ينتفع من دراسة القرآن ومن سماعه، حتى وهو في بطن أمه، فكيف بالمراحل التي بعد ذلك؟ ونؤكد لك أن الحفظ الآن مطلوب، ولكن ليس حفظا منتظما، بمعنى حلقات طويلة وجلوس طويل، لكن حفظ متحرك، يدرس دقائق محدودة، نردد الآيات جميعا، ثم يذهب ويأتي بعد فترة فيردد آيات غيرها، ثم نأتي بتسجيل يردد الآيات، نحرص على أن نعلمه القاعدة النورانية والقاعدة البغدادية حتى يتعلم القراءة والكتابة، ويصل إلى تعلم كتاب الله والقراءة وحده، ونجعل البيت أيضا عامرا بكتاب الله وللعلم الشرعي والحديث الكريم عن الصحابة – عليهم من الله الرحمة والرضوان -.
ونؤكد أن القاعدة المتينة التي يضعها الأب وتضعها الأم في بدايات السنوات، هي - بإذن الله - العاصم بعد تأييد الله وتوفيقه للإنسان من الزيغ والانحراف، قد صدقت وأحسنت، فنحن في زمان كثرت فيه الفتن، مع ضرورة أن يرى منك القدوة الصالحة في الحرص على الصلاة والصلاح، والأذكار والخيرات، وكذلك نتمنى أن يجد في البيت الوفاق بينكم، وأن يجد الإشباع العاطفي والاهتمام به، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ونسعد بالتواصل مع الموقع، حتى تأخذي جرعات ونصائح مناسبة، وندعوك إلى الدخول إلى الموقع ومتابعة برنامج (قواعد السعادة الأسرية)، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدنا جميعا بطاعته، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا.
والله الموفق.