السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 22 سنة، أعاني من رهاب اجتماعي وقلق وخوف، ووساوس، وأحيانا حالات اكتئاب؛ لأني خجولة وحساسة جدا وأتعرض دائما للانتقاد والسخرية، وسمعت عن حبوب ( السيروكسات ) أحتاج مشورتكم بخصوصها، ما هي آثارها الجانبية؟ وكيف أستخدمها؟ وما هي مدة العلاج فيها؟ وهل صحيح أن استخدامها مدى الحياة؟ ولو تركتها أرجع لحالتي السابقة؟ وعند تركها ما هو التدريج في الجرعة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سامية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي والقلق والوساوس والمخاوف مترابطة مع بعضها البعض، لكن دائما لتأكيد التشخيص أعتقد أن الإنسان من الأفضل أن يقابل الطبيب النفسي إذا كان هنالك إمكانية لذلك، وأنت تعيشين في المملكة العربية السعودية، قطعا هنالك خدمات نفسية متميزة، فنصيحتي لك هي أن تقابلي الطبيب حتى لمرة، أو لمرتين.
أما بالنسبة للعلاجات الدوائية للخوف والوساوس، فهي موجودة ومتوفرة وفاعلة جدا، والعلاج الدوائي لا بد أن يستصحب بما يسمى بالعلاج السلوكي، والعلاج السلوكي هو مسؤولية شخصية، يقوم الإنسان بتطبيقها والالتزام بها، أهمها: التفكير الإيجابي، تحقير الفكر السلبي، الفعالية، وأن يتعرض الإنسان لمصدر خوفه ووساوسه؛ لأن التجنب يزيد الخوف والوسواس والمواجهة حتى وإن سببت قلقا في بداية الأمر، إلا أن عائدها العلاجي إيجابي جدا، وهو التغلب على الخوف والوساوس.
وهنالك طرق كثيرة جدا: التواصل الاجتماعي الجيد المفيد، حضور المناسبات، حضور الندوات والمحاضرات، والانخراط في العمل الخيري والجمعيات الثقافية، أن تكون لك صحبة طيبة من الصالحات من الفتيات، ما أجمل الذهاب إلى مراكز وحلق تحفيظ القرآن، هذا كله يزيد الثقة في النفس، والثقة في الآخرين أيضا، خاصة أنه تأتيك مشاعر أنك منتقدة، وتتعرضين للسخرية من الآخرين، هذه مشاعر سلبية وليس أكثر من ذلك.
الزيروكسات دواء ممتاز، دواء فاعل جدا، ليس من الضروري أن يحتاج له الإنسان مدى الحياة، علاج مثل حالتك هذه قد يتطلب تناول الدواء لمدة ستة أشهر مثلا، والجرعة هي نصف حبة، يتم تناولها ليلا، ثم بعد مدة أسبوعين يمكن أن ترفع الجرعة إلى حبة كاملة، وتستمري عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
وكما ذكرت لك مسبقا مقابلة الطبيب مفيدة ومفيدة جدا لتأكيد التشخيص، لكن إن صعب عليك الأمر فاختاري ما ذكرته لك من إرشاد وطبقيه، وكذلك الدواء، وتشاوري مع أهلك حول هذا الموضوع.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.