السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من كثرة النسيان، وعدم التركيز، والتشتت بشكل كبير جدا يلحق الضرر بحياتي الدراسية الجامعية بسبب النسيان، وعدم القدرة على التركيز أبدا، بالإضافة إلى حالات كآبة من فترة إلى أخرى، وإحساس بعدم وجود أي معنى أو قيمة في الحياة، وعدم الرغبة في الخلطة أو رؤية الناس تأتي وتذهب، هذه الحالات من الكآبة دون سبب ظاهر، بالإضافة إلى مشاكل مستمرة مع النوم.
بعض الأيام أعاني من أرق متواصل، وفي أيام أخرى أعاني من كثرة النوم، بالإضافة إلى أنني في معظم الأوقات أشعر بالكسل، وعدم الرغبة في عمل أي شيء، أيضا أشعر بالتوتر كلما أردت المذاكرة، فأتركها وأذهب لعمل أي شيء آخر حتى في أيام الامتحانات لا أستطيع التركيز في دراستي، وأحاول التهرب منها بأي طريقة.
فحوصات الدم مثالية عدا زيادة بسيطة في إنزيم الكبد البروبين، ولا أعاني من أي أمراض، وليس لدي تاريخ مرضي، وغذائي متوازن، ولا أعاني من أي مشاكل شخصية أو مادية، فما السبب الممكن لهذه المشكلة؟ وما هو الحل لها أرجو المساعدة؟
لأن هذه المشاكل ألحقت ضررا جديا بحياتي الدراسية، وتسبب بتأخري عن التخرج، والتدهور مستمر بشكل أكبر في كل فصل دراسي، وأعتقد أن هذه الأعراض بدأت أثناء المرحلة الثانوية، وأنا الآن في السنة الـ4 جامعة، وما زالت تتزايد؟
سمعت عن دواء البروزاك، فهل يمكن أن تفيدوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالإنسان كثيرا ما يفتقد إرادة التحسن، وهذه مشكلة كبيرة، نعم الأمراض تأتي وتذهب وتعالج، والعلاج يعتمد على آليات العلاج المختلفة، وكذلك ما نسميه بإرادة التحسن.
أخي الفاضل: أنت محتاج لأن تقوي هذه الإرادة، الشكيمة، العزيمة، الإصرار على النجاح، إدراك قيمة العلم مهمة جدا، إذن التغيير الفكري هو الذي ينهي التكاسل، ويحسن الدافعية، ويجعلك تنظم وقتك بصورة صحيحة، ومن يدير وقته بصورة صحيحة يدير حياته.
أخي الكريم: أنصحك بشيئين أساسيين: النوم المبكر وممارسة الرياضة، هذه عظيمة جدا، وتجعلك تستقبل الحياة بصورة إيجابية في الصباح، تصلي صلاة الفجر ثم تتناول كوبا من الشاي، ثم بعد ذلك تدرس لمدة ساعة واحدة في الصباح، ثم تذهب إلى الجامعة... هذا إنجاز عظيم سوف يشعرك بالرضا، وسوف تجد أن بقية اليوم أصبح سلسا، وأصبحت تؤدي ما تريد أن تؤديه برغبة شديدة، المزيد من القراءة، ممارسة الرياضة، الترفيه عن النفس، مشاهدة البرامج التليفزيونية الجيدة، التفاعل مع الأسرة، مع الأصدقاء.
إذن تنظيم الوقت، والبداية الصحيحة منذ الصباح هي التي تحتاج لها، ولا بد أن تكون صارما مع نفسك، واجعل لنفسك صحبة طيبة، هنالك الكثير من الشباب المجتهد المثابر الذين لا سقف لطموحاتهم، هؤلاء يجب أن يكونوا أصدقاءك وصحبتك وأخلاءك.
بر الوالدين يدفع الإنسان دفعا إيجابيا فكن حريصا عليه.
والبروزاك لا بأس به، لكن أنا أرى أن الأساس في علاجك ليس دوائيا، ما ذكرته لك هو المهم، لكن الدواء قد يساهم، قد يساعد، وتناول البروزاك مع زيادة إنزيمات الكبد البسيطة ربما هو أمر لا ننصح به، لا توجد خطورة حقيقية، لكن يجب أن تكون هنالك بعض المحاذير.
أعتقد أن عقار (سبرالكس) والذي يعرف علميا باسم (إستالوبرام) أو عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريا باسم (زولفت) سوف تكون هي الأنسب في حالتك، لكن أرجو أن ترجع للطبيب خاصة في موضوع ارتفاع إنزيمات الكبد قبل أن تستعمل أي دواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.