السلام عليكم ورحمة الله

أنا أم لطفلين، أبلغ من العمر 27 عاما، من بعد ولادتي الثانية قبل سنة تقريبا أصبحت أنزعج من ألم أثناء التبرز -أكرمكم الله-، ألم من منطقة خروج البراز في أول أيام الدورة الشهرية، حيث يزول الإحساس بهذا الألم في الأيام الأخرى، ولا أعلم هل هو بسبب الخياطة أثناء الولادة؟ أو بسبب تعب الدورة العادية؟ والولادة كانت طبيعية وبدون مشاكل، لكن الألم شيء بسيط، ولكن يسبب لي إزعاجا في أول أيام الدورة، وليس لدي أعراض أخرى -والحمد لله-.

للمعلومية أستخدم حبوب منع الحمل مارفلون من قبل سنة، وكنت أستخدمها بعد حملي الأول لسنتين، وبعدما تركتها حملت مرة أخرى، أتمنى شرح سبب هذا الألم، وهل يستدعي الطبيب؟ وما هي الأسباب؟ وهل توجد خطورة؟

شاكرة لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ألم الشرج يأتي مع الشرخ الشرجي، خصوصا في وجود حالة من الإمساك، أو بسبب وجود ناسور شرجي، وليس هناك تفسير لتزامن هذا الألم مع نزول الدورة، خصوصا مع الدورة الشهرية الطبيعية، لكن هناك بعض أنواع من البطانة الرحمية المهاجرة العميقة الموجودة في المنطقة بين الشرج والفرج، وهذه الخلايا من البطانة المهاجرة تنشط أثناء الدورة الشهرية، وقد تؤدي إلى ذلك الألم، ولكن هذا افتراض نظري، يجب أولا تشخيص وجود بطانة مهاجرة من عدمه عن طريق عمل أشعة سونار على الحوض والمبايض، بالإضافة إلى الأعراض الخاصة بتلك الحالة، حيث يصاحب الدورة آلام لوجود الدم وعدم خروجه من الرحم، وفي أماكن مغلقة ووجودها في المبيض، وأحيانا اضطراب ونزف، وأيضا قد يؤثر على التبويض، وبالتالي زيارة الطبيبة للبحث عن أسباب، مثل: الشرخ الشرجي، والناسور والبواسير، والبطانة المهاجرة، أو التكيس أو الأكياس الوظيفية على المبايض، كل ذلك يؤدي إلى ألم في منطقة الحوض.

وعلاج الإمساك يساعد في التخلص من آلام الشرج، ولأن الإمساك يحدث بسبب النقص الحاد في الماء والسوائل، وكذلك بسبب النقص الحاد في الألياف الطبيعية المهمة جدا لتكوين البراز اللين الطبيعي، ولأن الجسم يحتاج الماء إلى إكمال العمليات الحيوية داخلة، فإن القولون يقوم بامتصاص كل قطرة ماء موجودة في البراز ويتركه يابسا، وبالإضافة إلى نقص الألياف الموجودة في الخبز الأسمر، والخضروات المطبوخة والحبوب، فإن النتيجة هي تكون براز يابس وجاف، وهذا يؤدي إلى حالة من الإمساك الشديد.

ولكي نتغلب على المشكلة فيجب شرب كمية كافية من الماء، والمعروف أن كثير من الناس خصوصا السيدات أحيانا لا يعترفن بشرب الماء، أو شربه في صورة رشفات قليلة كأنه دواء، والمطلوب في اليوم 2 لتر على الأقل إن لم يكن أكثر، ويدخل في ذلك العصائر خصوصا عصير الخوخ والتين المجفف والبرتقال، وأكل التين الطازج والخوخ الطازج، بالإضافة إلى تناول الخبز الأسمر والخضار المطبوخة، والأعشاب الخضراء والحبوب مثل: شوربة الشوفان والقمح النابت، والجريش، وتلبينة الشعير المطحون والمغلي مع بعض الحليب، وزيت الزيتون، والسلطات، حتى تحصلي على الألياف المطلوبة، بالإضافة إلى السوائل حتى يتم حل مشكلة الإمساك.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.