السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا.
أنا كأي فتاة أحلم بزوج طيب أمين علي، مطيع لربه وبار بوالديه، يأخذني معه في أول رحلة إلى بيت الله لنبدأ حياتنا من هناك، لقد كنت أدعو ربي ليلا نهارا وفي قيامي ليهبني زوجا كما تمنيت، انتظرت 34 سنة وجاء الخطيب، فيه من المواصفات الجيدة لكنه أكبر مني بأربع عشرة سنة، مطلق وله 3 أولاد، وهو في الغربة، المشكلة أن زواجي بعد شهرين، وعائلتي بدأت في التحضيرات، لكن الخطيب يمر بأزمة مالية خانقة جدا، ويطلب مني أن أصبر لمدة طويلة، سأتنازل على كل شيء ولا ندري متى سيأتي الفرج؟ فهو غير قادر على شيء، رغم أنه يعمل، إلا أن الدين كبير، والبنك يأخذ أكثر من نصف الراتب، وهذا يسبب له أزمة، فهو دائم الحزن، وحتى إن لم يبينه لي، فأولاده لا يزوره أحد منهم، مع عدم قدرته على إسعادي، فهو يعلم أني سأترك عملي وعائلتي ووطني لأتزوج به.
كم حلمت بزوج شاب نبني الحياة معا، ونربي أولادنا تربية القرآن، ينتابني إحساس غريب عندما أرى عروسين شابين، أعلم أنه لا يحق لي النظر في ما متع الله به أناسا آخرين، أنا حزينة جدا وأخاف كثيرا، كيف سأكون إذا تزوجته؟ وكيف سأكون إذا أضعته؟ عيوني كلها دموع، أرشدني يا رب فلا أريد من هذه الدنيا إلا حياة كريمة وأسرة كريمة ندخل للجنة معا.
ادعوا لي وأرشدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك –ابنتنا- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعين زوجك على الخروج من الأزمة المالية التي تحيط به، وأن ييسر أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، ونؤكد لك أن الحياة جراح وأفراح، وأن الإنسان لا بد أن يصبر، فالدنيا لا تمضي للإنسان كما يريد، فما عليك الآن إلا الصبر، ونسأل الله أن يعينه على أداء ما عليه، وأرجو أن تعاونيه بما تستطيعين، وتحاولوا أن تتبسطوا بمراسيم الزواج، وفي الزواج خير وزيادة رزق، فإن الله قال: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} فكانوا يلتمسون الغنى في النكاح، إيمانا بقول ربنا الفتاح، يتأولون قول ربنا علام الغيوب سبحانه وتعالى.
والحقيقة أن في الزواج رزقا واسعا؛ لأن الزوجة تأتي برزقها، والأولاد يأتون بأرزاقهم، وعليه أن يجتهد في إكمال المراسيم، حتى ولو احتاج إلى بعض المال القليل من أجل أن يبدأ به المشوار، فإن مراسيم الزواج قد تكلف، لكن بعض الأمور في الزواج قد تكون سهلة، ونسأل الله أن يسهل عليكم، وأن ييسر أموركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أما بالنسبة للعمل، فإذا أكملت المراسيم نرى أن تأخذي إجازة من العمل وليس تركا للعمل؛ لأنك قد تحتاجين لهذا العمل مستقبلا، والوظائف طبعا نادرة، ولذلك يمكن أن تأخذي إجازة محددة، وبعد ذلك تدخلين حياتك الزوجية، ثم تمددين الإجازة من العمل، وبعد ذلك إن تيسرت الأمور ستكون الخيارات أمامك مفتوحة، فإما أن تعودي إلى عملك ووظيفتك وتظلين زوجة، أو تتركي الوظيفة والعمل؛ لأن الزوج أموره نتمنى أن تتحسن، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
ونؤكد أن الدموع وأن الأحزان لا تقدم ولا تؤخر، نحن بحاجة إلى صبر، بحاجة إلى لجوء إلى الله، بحاجة إلى خطوات إيجابية، بحاجة إلى تفهم هذا الظرف الذي يعيش فيه، بحاجة إلى تذكر قول النبي - عليه الصلاة والسلام -: (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يجمع بينك وبينه على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.