أشكو من أعراض جسدية ونفسية عديدة، فما العلاج المناسب؟

0 365

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا جزيلا على مجهودكم الكبير.

منذ فترة المراهقة تعرضت لضغط نفسي، خاصة فيما يتعلق بالجانب التربوي داخل المنزل، وكنت في هذه المرحلة بحاجة شديدة للحديث مع أحد أشاركه همومي ومشاكلي، لكني لم أجد آذانا صاغية، بل قوبلت بالتوبيخ، فآثرت بعد ذلك الكتمان والصمت عن كل ما يضايقني أو يحزنني.

إلى جانب ذلك، هناك الكثير من الأمور التربوية الخاطئة التي أثرت علي نفسيا، وجعلتني أكتم كل شيء بداخلي، وكل هذا أدى بي، وأنا في هذا العمر، إلى أن أشكو من قصور في الغدة الدرقية، وأتناول حاليا دواء التروكسين 100، و-الحمد لله- مستوياته في جسمي طبيعية الآن.

كما أنني أعاني من القولون العصبي، وقد تم تشخيصه بعد معاناة دامت عاما كاملا، بالإضافة إلى ارتجاع في المريء استمر لأكثر من سنتين، وتم تشخيص سببه على أنه نفسي، لعدم وجود أي من مسبباته المعتادة مثل السمنة، أو نوعية الطعام، أو التدخين.

في المرحلة الإعدادية، كنت -والحمد لله- أكتب بشكل جيد وسريع، ولكن منذ دخولي المرحلة الثانوية وحتى الآن، أصبحت أعاني من صعوبة في إمساك القلم بطريقة صحيحة، ولا أستطيع الكتابة لفترات طويلة، كما أصبحت غير قادرة على القيام بالأعمال التي تتطلب ضغطا بكف اليد، وظهرت عندي رعشة خفيفة، وتزداد هذه الرعشة عند الجوع، أو التعب، أو القلق.

أيضا، منذ الصف الثالث الإعدادي بدأت أعاني من النسيان بشكل واضح، وبعد أن كنت أعتمد على ذاكرتي فقط، أصبحت الآن مضطرة لكتابة التنبيهات والملاحظات حتى لا أنسى.

كذلك، يتكرر لدي شعور غريب أشبه بالاهتزاز في جسدي، وكأن هناك زلزالا! وآخر مرة شعرت فيه باهتزاز شديد جدا أثناء النوم، واستيقظت مفزوعة، ما تشخيص هذه الحالة؟ وما العلاج المناسب لها؟

كما أنني أعاني من أرق شديد ومزمن، ولا أستطيع النوم بسهولة أبدا، وأحيانا أظل مستلقية على السرير من ساعتين إلى ثلاث ساعات قبل أن أنام.

وحتى عندما أكون متعبة جدا، قد أستغرق من نصف ساعة إلى ساعة إلا ربعا حتى أنام، وتقل هذه المشكلة قليلا عندما أنام مبكرا، لكنها لا تختفي تماما، ولا أتمكن دائما من النوم مبكرا بسبب ظروف عمل زوجي.

أعاني كذلك من القلق أثناء النوم، مما يجعلني لا أستطيع التركيز نهارا، ويشعرني بالإرهاق، لدرجة أنني أجد صعوبة في أداء أعمال المنزل.

لدي مشكلة منذ عدة سنوات، وهي ألم متكرر في أذني اليمنى، وأحيانا أشعر بألم في العصب يأتي على فترات، ويكون شديدا ومزعجا جدا.

ذهبت إلى أربعة أطباء، منهم اثنان استشاريان كبار، وأجمعوا أن التشخيص لا يظهر وجود أي مشكلة! فهل لديكم تفسيرا لهذا الألم؟ وهل هذه الأعراض والمشاكل سببها القلق والتوتر النفسي والضغط المستمر الذي أعيشه؟

إذا كانت كذلك، فأرجو منكم وصف دواء يكون آمنا، خصوصا في حال حدوث حمل، ويكون غير مكلف، لأن ظروفي لا تسمح لي بزيارة طبيب نفسي متخصص حاليا.

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياتك بها بعض التراكمات التي قد تحدث لأي إنسان، لكن نظرتك السلبية نحو الأمور جعلت الأعراض النفسية والجسدية تتغلغل وتسبب لك الكثير من عسر المزاج، مشكلاتك أو صعوباتك قطعا سببها التوتر والقلق، أما بالنسبة لموضوع الضغط النفسي، فهذا ناتج من نوع الفكر السلبي الذي ربما يكون سيطر عليك.

انظري للأمور بإيجابية، كوني متفائلة، استشرفي المستقبل، تواصلي اجتماعيا، اهتمي بزوجك وبيتك، وكوني بارة بوالديك، الحياة تكون على هذا النمط، وبالنسبة لصحتك الجسدية وما تشتكين منه، أعتقد أن ذلك له صلة مباشرة جدا بحالتك النفسية -كما ذكرت لك-، لا تتركي مجالا للفراغ، وتطويرك لمهاراتك سيكون فيه خير وفائدة كبيرة جدا لك.

تناول أحد الأدوية المحسنة للمزاج قد يساعدك، وإن كنت أفضل أن تعرضي نفسك على الطبيب النفسي، لكن ذكرت أنك لا تستطيعين الذهاب إليه، وفي هذه الحالة أقول لك: يوجد دواء بسيط جدا يسمى تربتزول، هذا اسمه التجاري، ومسماه العلمي (إيمتربتالين) وهو متوفر في مصر، وهو زهيد الثمن جدا، وفائدته جيدة.

تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا، قد تحتاجين لتناول هذا الدواء لمدة ستة أشهر، لكن في أثناء تناوله إذا حدث حمل توقفي عن تناوله، بالرغم من أنه دواء سليم، لكن من الأفضل ألا يتناول الإنسان أي دواء في فترة الحمل.

حاولي أن تكوني حريصة جدا في أمور دينك، استعيني بالصلاة وبالصبر، وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، هذه كلها مفرجة للكرب وللهموم، فاحرصي على ذلك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات