السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال وأريد الرد عليه من ناحية إسلامية.
أنا فتاة مسلمة من أمريكا، وأنا ساكنة في أمريكا، وبعمر 18 سنة، ولست متزوجة.
مشكلتي هي: أنني لا أحب العيش في أمريكا؛ لأنه بلد كفار مع أنه بلدي، ولكن أنا مسلمة منذ يوم ولدت، وأريد أن أعيش في بلد المسلمين؛ لأن العيش في أمريكا يسبب لي الضيق والحزن، وأحس بأنه يضعف إيماني؛ لأني لا أستطيع أن أتعلم ديني كما أريد، ومن كثرة الفتن الموجودة في أمريكا أظن أن هذا صعب.
أحس بالوحدة مع أن أهلي مسلمون، وأبي طالب علم درس في السعودية، وأريد أن أفعل مثله، فالحياة قصيرة، وأنا أريد أن أطلب العلم، وأعيش بين المسلمين، ولكن أنا لست متزوجة، وأهلي غير راضين بالرجوع إلى السعودية، ولكني أريد أن أرجع إليها بسبب ديني والمحافظة عليه، فماذا أفعل؟
كيف أعيش حول الفتنة؟ وكيف أعيش في بلد الكفار؟ وكيف أعيش وأتمسك بديني والناس حولي ليسوا متمسكين بشيء، ويضحكون على ديني ونبيي ويسبون حجابي؟
لا أريد أن أنزل إلى مستواهم؛ بحيث أترك حجابي أو أخالط الرجال أو أفعل شيئا من هذه المعاصي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ safiyyah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونؤكد لك أننا سعداء جدا بفكرة السؤال وبهذه الاستشارة التي تدل على خير كثير، ونسأل الله أن يهيأ لك من أمرك رشدا، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يأخذك إلى ديار المسلمين.
نحب أن نؤكد أن كثيرا من أهل أمريكا يعيشون في بلاد إسلامية، فالإنسان يمكن أن يحتفظ بجنسيته؛ لأنه ينتمي لعقيدة لا تعرف الحدود ولا تعرف السدود، ونسأل الله تعالى أن يعينك على الخير، ونحب أن نؤكد لك أيضا أنك هناك تستطيعين أن تتمسكي بالدين، ولا تبالي بما يقال عنك، والأجر هناك أيضا عظيم، فإن القابض على دينه كالقابض على الجمر، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والثبات والسداد.
نحب أن نؤكد أن مساحات التعليم الشرعي الآن متاحة، وما تواصلك بهذا الموقع إلا نموذج من إمكانيات التواصل مع جهات علمية وشرعية من أجل الازدياد من المعرفة الشرعية، بل هناك أكاديميات علمية في القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية، فلا تقفي مكتوفة اليد، وحاولي أن تبذلي ما تستطيعين، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
نتمنى أيضا أن تفكري في أن تكوني داعية إلى الخير وإلى الحجاب، وإلى التمسك بهذا الدين العظيم، فإن الإنسان إما أن يدعو أو يدعى، وأنتم هناك تمثلون جمالا وكمالا لهذا الدين العظيم، وحتى من يسخر ويستهزئ إذا عرف الحق فإنه سينصاع إليه ويعود ويتمسك بهذه الفطرة، وبهذا الدين الذي يلامس فطرة الناس التي فطر الله تبارك وتعالى الناس عليها.
على كل حال: فنحن ندعوك إلى مزيد من التمسك، ومزيد من الإصرار على هذا الخير، وحاولي التواصل مع المراكز الإسلامية، مع المواقع الإسلامية، مع الجامعات الإسلامية.
حاولي أن تستفيدي من الوالد بقدر الإمكان، وقد درس دراسات شرعية، وكما قلت هو طالب علم، فالفرص إذن متاحة لك، ونتمنى أيضا أن تتحقق لك الأمنية الغالية بأن تعيشي في ديار مسلمة، وقد تحتاجين لذلك بدرجة أكثر عندما تتزوجين وتصبحين أما لأطفال تحتاجين لتربيتهم في بيئة إسلامية، عندها نتمنى أن تجدي الفرص كبيرة في ديار المسلمين من أجل أن ينشؤوا على هذا الدين العظيم، وفي بيئة تساعدهم وتساعدكم على التمسك بآداب هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
نكرر شكرنا وسعادتنا بالاستشارة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسعد بدوام التواصل مع الموقع.