خوفي من الموت والإصابة بمرض سرطان الرئة أفسد علي حياتي.

0 471

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، خرجت من الدراسة في سن مبكرة، وأنا الآن أدرس تصميم الأزياء.

مشكلتي هي: أنني أخاف من الموت والمرض كثيرا، هذه الحالة أصابتني منذ سنتين.

ذهبت إلى المستشفى، و‫أخبروني بأنني أعاني من مرض نفسي، ذهبت عند طبيب مختص بالأمراض النفسية وأعطاني دواء lysanxia، وأدوية أخرى، لكن بصراحة لم آخذ باقي الأدوية.

شعرت براحة عندما أخذت هذا الدواء، لكن بعد فترة أصبح هذا الدواء لا يفيد بشيء، أنا الآن أشعر بالخوف أكثر، وأخاف من المرض، أشعر أن جسمي كله يؤلمني، وأخاف من مرض سرطان الرئة، وهو أكثر مرض أخاف منه، عندما أسمع أن أحدا مات أسأل كيف مات؟ وهل كان مريضا؟ وبماذا كان مريضا؟

تعبت كثيرا، عندي بعض الحبوب في الجلد، أريد أن أذهب إلى المستشفى لكي أعرف سبب هذه الحبوب، لكن لا أستطيع، أخاف أن يعطيني الطبيب تحاليل، أعتقد أني إذا عملت تحاليل سوف يرون أنني مريضة بالرئة، هذه هي الأفكار التي تجول في خاطري، أبحث طوال اليوم في جوجل عن أعراض الأمراض الخطيرة، خصوصا مرض الرئة، أخاف من هذا المرض إلى درجة أنني أضع كمامة على فمي عندما يتحدث إلي خالي، هو يدخن كثيرا، وأخاف أن يكون مصابا بهذا المرض، وأن أصاب بالعدوى.

انا تعبت أقسم بالله، ساعدوني أرجوكم، لم أذهب إلى المعهد منذ شهرين، لم أر الشارع منذ شهرين، ولا أنام الليل من التفكير 24 ساعة وأنا أمام الكمبيوتر.

لقد فقدت الثقة بنفسي، حياتي روتينية جدا، ومملة، أعتذر على الإطالة، وعدم انتظام الأفكار بسبب قلقي وقلة النوم.

أتمنى أن تساعدني يا دكتور، وجزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maroua حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حين ذكر لك الطبيب بالمستشفى بأنك مصابة بمرض نفسي لا أعتقد أنه يقصد المرض بمعنى المرض، إنما الذي قصده أن لديك بعض الظواهر أو الصعوبات النفسية البسيطة.

أنت لديك قلق المخاوف وليس أكثر من ذلك، وهذه حالات منتشر ويمكن علاجها بصورة ممتازة وفعالة جدا، الإنسان لابد أن يستدرك أنه في حفظ الله وفي رعاية الله، وما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، والتعامل مع الأمراض والوقاية منها يكون من خلال اتخاذ المحاذير اللازمة، وأن يسأل الإنسان الله أن يحفظه.

فعيشي حياة صحية، اجعلي طعامك متوازنا، نامي مبكرا، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، احرصي على الصلاة في وقتها وتلاوة القرآن والدعاء والأذكار، كوني بارة بوالديك، طوري نفسك في الدراسة التطبيقية التي تقومين بها الآن، هذه هي الحياة وهذه هي المضادات الحقيقية لمشاعر الخوف والقلق والتوتر.

والمخاوف دائما يجب أن يتصدى لها الإنسان، ويحتقرها، ويقلل من شأنها، ولا يكون سجينا لها أبدا أو أسيرا، فقاومي هذه المخاوف، وحقريها تحقيرا كاملا، واتبعي الخطوات التي ذكرتها لك، وإن شاء الله تعالى تجدي فائدة كبيرة في ذلك.

العلاجات الدوائية: الدواء الذي ذكرته وهو الـ (lysanxia) أعتقد أن هذا الدواء هو عقار (برومازبام) والذي يسمى أيضا (لوكستونين)، هذا الدواء بالفعل يعالج القلق والمخاوف والتوترات، لكن لفترة قصيرة، والإنسان قد يتعود عليه في بعض الأحيان إذا لم يكن حذرا في تناوله.

يمكن أن تراجعي الطبيب النفسي، أعتقد أن ذلك هو الأفضل، والطبيب سوف يقوم بإعطائك أحد مضادات المخاوف المعروفة بفعاليتها وسلامتها، والتي لا تؤدي إلى التعود أبدا.

حين تتناولين الدواء وتطبقي ما ذكرته لك إن شاء الله تعالى تصلي لمرحلة العافية والمعافاة.

من الأدوية التي أود أن أقترحها دواء يعرف باسم (سيرترالين) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (لسترال) أو (زولفت)، ودواء آخر يعرف علميا باسم (باروكستين) ويسمى تجاريا (زويروكسات) وفي المغرب يسمى تجاريا (ديروكسات).

أي من هذين الدوائين سيكون فعالا جدا لعلاج المخاوف التي تعانين منها، ولا داعي قطعا لأن تستعملي الدوائين مع بعضهما البعض، إنما واحد فقط منهما يكفي تماما، وكما ذكرت استرشادك بالطبيب سيكون أفضل، إما أن يختار لك الطبيب أحد هذين الدوائين أو يقرر من عنده الدواء الذي سوف يناسبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات