السؤال
السلام عليكم..
عندما بدأت لبس الحجاب منذ أكثر من 9 سنوات؛ كنت ألتزم كثيرا في الأمور الشرعية التي عرفتها، وبعد ذلك تغيرت الأمور، وقل الأيمان، ولم أعد أصلي في الوقت، وأفتح الباب بدون حجاب، فما سبب كل هذا؟ حتى هذا الموقع لم أدخله منذ سنين، وقد عدت هنا صدفة –والحمد لله-، والآن بدأت أصلي الصلاة في وقتها منذ أن قرأت استشارة هنا، وبدأت أقرأ أذكار الصباح والمساء والقرآن، ولكن والله أنا خائفة من أن يقل الإيمان من جديد، لأني سعيدة جدا بالصلاة في وقتها، وأنا مرتاحة لموقعكم، لأني تعرضت لكثير من السخرية، فهناك من قال لي: بأن مكاني في أفغانستان أو فلسطين، لأنني متشددة في بعض الأشياء، رغم أني لا أريد إلا الصراط المستقيم.
وجزاكم الله عنا كل خير، وجعل الله تعبكم في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ narjes حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نهنئك –ابنتنا- بهذه العودة إلى الحجاب وإلى الصواب، ونؤكد لك أن هذه من نعم الله الكبرى عليك، أن مد في أيامك، وبارك في أجلك، حتى أتيحت لك فرصة التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، نسأل الله أن يديم علينا وعليك النعم، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونكرر ترحيبنا بك في هذا الموقع، وقد أسعدنا التأثر بما يكتب فيه وبما يذاع من خلال هذا الموقع، ونؤكد لك أن هذه فرصة لك للتواصل مع إخوانك وآبائك من المشايخ والدعاة القائمين على هذا الموقع، الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيه وفي كل من يدخل إليه ويتعامل معه.
نحب أن نؤكد لك أن الإنسان يستطيع أن يستمر بحول الله وفضله ومنه على الاستقامة إذا حرص على أمور، أول هذه الأمور، وأهم هذه الأمور هو:
- أن يتذكر العظيم الذي يتوجه إليه، فإن معرفة الله تبارك وتعالى، معرفة العظيم ما يعين على تعظيمه وعلى الإيمان به سبحانه وتعالى، وإذا امتلأ القلب بالإيمان بالله والتصديق بالنبي –صلى الله عليه وسلم– فإن هذا هو أقوى الدوافع التي تحرك الإنسان نحو الخير.
- ثم عليك بعد ذلك أن تبحثي عن رفقة صالحة تذكرك بالله إذا نسيت، وتعينك على طاعة الله إن ذكرت، ومن هنا قال عمر: (ما أعطي الإنسان بعد الإيمان أفضل من صديق حسن يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر).
- ثم عليك بعد ذلك عليك بمراقبة الله، خاصة بحفظ الجوارح، فإن الشيطان لا يأخذ ضحاياه مرة واحدة، ولكن خطوة بعد خطوة، يزين الشر، ولذلك قال العظيم: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان}.
- من المهم جدا أيضا أن تكون عندك حسنات ماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، إذا وقعت في خطأ فلا تيأسي، وعجلي بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واحرصي كذلك على ألا تستمعي لكلام من يحاول أن يسخر ويحاول أن يثبط، واعلمي أن الأنبياء قبلك سخر منهم الأعداء، سخروا من نبي الله نوح الذي قال: {إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون}، واستمر هذا النمط في السخرية والاستهزاء بأولياء الله، بل بأنبياء الله عبر تاريخ الأمم، ولكن ما ضرهم، ما هي العاقبة؟ ما الذي حدث للرسل من الإكرام والقبول والتوفيق من الله، وما الذي حصل للأشقياء من الدمار والهلاك والغضب واللعنات المتتابعة، عياذا بالله.
واعلمي أن المسلمة ينبغي أن تسير في طريق الخير حتى لو كانت وحدها، فلا تستوحش بقلة السالكين، ولا تسير في طريق الباطل مغترة بكثرة الهالكين.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونؤكد لك أن التواصل مع الموقع والارتباط قبله بالله تبارك وتعالى والتعاون مع الصالحات والفاضلات ممن يذكرنك بالله تبارك وتعالى، ومعرفة حقائق الأمور، وحقيقة هذه الدنيا، هذه من الأمور التي تعين الإنسان على الثبات.
فمرحبا بك في الموقع، وهنيئا لك بهذه التوبة والرجوع إلى الله، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات.