السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 17 سنة، أعاني من نزول شديد في الوزن وعدم الشهية، قبل ثلاث سنوات كان وزني 59، وبعدها بسنة نزل وزني تدريجيا حتى وصل إلى 45 بسبب ضغوط نفسية.
أنا منذ تلك الفترة أحاول زيادة وزني، وأقصى وزن وصلت له منذ تلك الفترة للآن هو 53 والآن بسبب الامتحانات النهائية وزني الحالي 47 بعدما كان 53 في بداية السنة الدراسية.
كما أعاني من قولون عصبي، ونغزات في القلب وشد فيه، وخفقان وضيق في التنفس أحيانا، وحينما آكل شيئا وأشبع أشعر بالغثيان الشديد، وأستفرغ أحيانا، وأكره رائحة هذا الطعام المعين، ونومي متقطع جدا وخفيف، أشعر بكل شيء حولي، وعندما أستيقظ أشعر بصداع شديد، وفي أثناء النوم أعاني من كوابيس مرعبة، وجاثوم دائم تقريبا كل شهر يأتيني، علما أني شديدة التوتر والقلق والتفكير في المستقبل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة العتيبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أنت لديك شخصية تحمل سمات أو صفات القلق، والقلق ليس كله طاقة نفسية وجدانية مرفوضة، بل هو مطلوب، الإنسان الذي لا يقلق لا ينجح، إذن القلق يدفعنا ويحفزنا، بل يحمينا من مخاطر وأخطاء كثيرة، لكن إذا زاد القلق عن حده فهنا قد تظهر الصعوبات والمشاكل، وكما ذكرت لك سلفا أعتقد أن قلقك هو جزء من تركيبتك النفسية، لديك أعراض نفسوجسدية، وهذه الأعراض أيضا هي مرتبطة بحالة القلق والتفكير والتوتر.
العلاج قطعا يتطلب منك بعض المراجعات لماذا أنت قلقة؟ ما الذي يجعلك متوترة؟
أنت صغيرة في السن، وأمامك -إن شاء الله تعالى- مستقبل باهر، ويمكن أن تحركي وتوجهي طاقاتك بصورة أفضل، اجعلي منهجك في الحياة هو الاجتهاد والمثابرة والمحافظة على أمور دينك وبر والديك، هذا كله يجعلك قليلة القلق والتوتر.
أيضا تمارين الاسترخاء ذات أهمية خاصة، فأرجو أن تمارسيها، وهنالك استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) ستجدين فيها إرشادات جيدة ومفيدة جدا.
أرى أيضا أنه من الضروري والأفضل أن تذهبي وتقابلي الطبيبة - طبيبة المركز الصحي – لإجراء فحوصات عامة للتأكد من نسبة الدم على الأقل، وكذلك نسبة عمل الغدة الدرقية، وإذا كانت هنالك أي نواقص في مكونات الدم فقطعا سوف تقوم الطبيبة بوصف العلاج اللازم لك.
ممارسة الرياضة الخفيفة تساعدك كثيرا في تحسين شهية الإنسان للطعام، وذلك بجانب ممارسة تمارين الاسترخاء كما ذكرنا سلفا.
هذا هو الذي أنصحك به، وأنا على ثقة كاملة أن هذا الأمر مرحلي وعابر، وسوف تتحسنين كثيرا بإذن الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله كثيرا.
+++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د. عطية إبراهيم محمد استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
++++++++++++
هناك مرض يصيب الفتيات صغيرات السن، ويستمر معهن لفترة بعد ذلك، وهو مرض يسمى Anorexia nervosa أو فقدان الشهية العصبي، وهو مرض نفسي يتصف بالاضطراب في الأكل، والانخفاض الشديد في وزن الجسم، وهو حالة معقدة تنطوي على مكونات بيولوجية عصبية ونفسية واجتماعية.
القولون العصبي، وخفقان القلب، والشعور بالغثيان، ثم القيء، والصداع، والنوم المتقطع، والتوتر والقلق، وفقدان الشهية، وقد يحدث انقطاعا أو اضطرابا في الدورة الشهرية، كل ذلك من أعراض ذلك المرض.
هناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها مثل المخللات والسلطات والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات والتمر، والعجوة مع زيت الزيتون وبعض الأطعمة والأشربة التي تحتوي على الحلبة، والسمسم، والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية.
أما بخصوص العلاج الدوائي فيمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج هذا المرض مثل cibralex 10 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويعطي الشعور بالراحة النفسية، ويعالج الاكتئاب؛ مما ينعكس على تحسن الشهية، بالإضافة إلى ما ذكرناه من تناول وجبات خفيفة ومتكررة ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يتم تعويض النقص، ويزيد الوزن، وتناول مطحون من خليط الكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، والقرفة يساعد كثيرا في التخلص من مشاكل القولون، ويمكن وضع ذلك الخليط على السلطات، أو مباشرة مع زيت الزيتون، والخبز الأسمر، وبالطبع لا مانع من زيارة طبيب نفسي لمتابعة الحالة، وإلى التحليل النفسي للبحث في أسباب ذلك المرض.
وفقك الله لما فيه الخير.