أختلف عن أصدقائي في التفكير والتعامل، فهل أنا طبيعي؟

0 331

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 21 عاما، منذ طفولتي وأنا لا أتوافق مع من هم في سني، فلم أكن أشاهد أفلام الكرتون، ولكني أحب الألعاب، ولم أكن أمارس الرياضة إلا قليلا جدا.

عندي شيء من الانطوائية، فأحب العزلة عن المجتمع، وأحب وأفضل التعايش مع نفسى رغم وجود أصدقاء كثر لي، وحب الناس لي موجود، -والحمد لله- ولكني أرى نفسي منغلقا كثيرا، فأنا أختلف عن أصدقائي في التفكير والتعامل، فعقلي يسبق سني بمراحل، فأنا أرى أن عقلي عقل 40، وأنا عمري 21، فما أنا لأصدقائي إلا ناصح لهم نظرا لنصائحي التي يشبهونها بنصائح الأب والجد، وأنا لا أتعايش مع سني، وحاولت أكثر من مرة، ولكن عقلي مسيطر علي، أنا لا أفعل ما يفعله أصدقائي، فأنا أعشق العمل لا أحب اللعب، ولا اللهو والنزهة، فأصدقائي يلهون ويمرحون ويفعلون أشياء لا أجرؤ على فعلها، فدائما أنا الهادئ المستقر مكاني، وجميعهم يحبونني، ويرون في الإنسان الصالح نظرا لقربي من الله تعالى ومداومتي على الصلاة والتقرب إلى الله بالطاعات، فهل أنا مريض نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن السيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، بهذا السؤال.

عندما لا ينسجم الشاب مع غيره من الناس، والشباب خاصة، فهناك احتمالان، الأول: أن هذا الشاب غير راض عما يرى في حياة الشباب والناس الآخرين، والثاني: أن هناك بعض الصعوبات عند هذا الشاب وليس بالضرورة في الشباب من حوله.

طبعا للناس طباع وشخصيات وأمزجة مختلفة، وغالبيتها طبيعية، وإن كانت متباينة ومختلفة، ولكن معظمها يصب في الإطار الطبيعي، ومن مظاهر هذه الاختلافات ما ذكرته من شخصياتك وطبيعتك أن عندك بعض الخجل، وما أسميته من بعض الضعف في التعبير.

وليس بالضرورة أن ما لديك هو مرض أو اضطراب نفسي، فربما أنت الطبيعي، ومن حولك أيضا طبيعي، إلا أنهم مختلفون عنك، وربما أن معظم ما عند هؤلاء هو أمر طبيعي، وإن اختلف بين الناس، ولكن احرص على عدم المبالغة في تجنب الناس، فمخالطة الناس والصبر على التعامل معهم أفضل من اعتزال الناس كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس على حساب عدم فعاليتك في العمل، وعطائك بالشكل الذي ينسجم مع طموحاتك ورغبتك في العطاء.

وفقك الله، وفتح على يديك بما ينفع الناس، فكم هو جميل أن يعيش الإنسان لمساعدة الإنسان!

مواد ذات صلة

الاستشارات