شعور مزعج في الرأس عند استخدام الموبايل وتشتت وقلة تركيز، ما تفسيركم؟

0 560

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استفساري عن وجود شعور مزعج برأسي عندما أستخدم هاتفي النقال.
منذ أكثر من سنتين اشتريت جهاز آيفون وتركت هاتف نوكيا الذي كان أول هاتف استخدمته، وكنت حينئذ في الصف الثالث الثانوي، منذ أول مرة استخدمت فيها الآيفون وجدت شعورا مزعجا في رأسي، هذا الشعور ليس مؤلما ولكنه مزعج يسبب لي عدم التركيز والتشتت، لم أكن أشعر بهذا الشعور أبدا عندما كنت أستخدم هاتفي القديم لسنوات، تجاهلت هذا الشعور الذي كان يأتيني في كل مرة أستخدم فيها جهاز الآيفون، واستمريت باستخدامه طوال سنتين، لم يكن يتطلب الأمر أن أتحدث بالهاتف أو أن أضعه قرب رأسي لأجد هذا الشعور، بل مجرد أن أستخدمه لأتصفح برنامج أو أرسل رسالة مثلا كان يكفي لذلك، هذا الشعور كان يتفاوت بين الحين والآخر ولكنه دام طوال استخدامي للهاتف.

في تلك الفترة التي استخدمت فيها هذا الهاتف، تغيرت أمور كثيرة في، هذا الشعور كان حقا يسبب لي الإزعاج والتشتت، ولم أعد فتاة مبتسمة واجتماعية كما كنت، وتغير مزاجي العام وزادت كثيرا أخطائي اللغوية، كثيرا ما أكنت أخطئ في مخارج الحروف، كأن أبدل حرف الراء باللام، والزاي بالذال، والتاء بالطاء، ولم أكن أبدا كذلك سابقا، أصبحت أتلعثم في كلامي، ويصعب علي أن أحكي قصة أو موضوعا طويلا لقلة تركيزي، ولخوفي من أن أخطئ في الكلام، أذكر مرة كنت أود أن أقرأ خبرا ما لصديقتي، وكان الهاتف بجانبي وكنت أشعر بذلك الشعور، حين بدأت بالقراءة تلعثمت كثيرا ولم أستطع إكمال الجملة، توقفت وأخذت نفسا وأبعدت الهاتف، وحاولت أن أكمل الجملة ونجحت في ذلك، لكن بشكل عام الأخطاء اللغوية وقلة التركيز لم تكن فقط عندما يكون الجوال بجانبي، بل في مختلف الأوقات، لقد فقدت حينها ثقتي بنفسي ومهارتي الاجتماعية، وملت نحو الانطوائية وتجنب اللقاءات الاجتماعية.

لاحظت أمرا آخر كذلك، عندما كنت أستعمل الهاتف بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة لم أكن أشعر بشيء ولكن ما إن أنتهي من صلاة الفجر أو ما إن أتنشط وأقوم ببعض الأعمال ثم أستعمل الهاتف يرجع هذا الشعور، لاحقا أدركت أن هاتف الآيفون يؤثر في، فاشتريت من 8 شهور جهاز الجلاكسي نوت عله يكون أفضل، حين بدأت باستخدامه وجدت شعورا أقل إزعاجا من الذي كنت أجده مع الآيفون، فأكملت مع هذا الجهاز ولكني قررت أن لا أستخدمه إلا وقت الحاجة، فكثيرا ما أغلقه وأبقى بعيدة عنه ولا أستخدمه إلا حينما أريد الاتصال بأحد ما.

والحمد لله تحسنت أخطائي اللغوية كثيرا، وصرت أتكلم بفصاحة، وزادت ثقتي بنفسي، ولكن المشكلة بأنني أواجه بعض المشكلات لأني لا أستخدم الهاتف، وأنتم تعلمون كيف أصبح الهاتف مهما هذه الأيام، أرغب باستعماله لكني عندما أستخدمه وأجد ذلك الشعور في رأسي، وبالرغم من أنه أخف إلا أنني أخاف أن يؤثر علي، وبالتالي أضع الهاتف جانبا وأغلقه، لا أجد هذا الشعور عندما أتعامل مع الأجهزة الأخرى كاللاب توب أو التلفاز أو الآيباد.

بشكل عام صحتي جيدة، وأعاني فقط منذ صغري من حساسية مزمنة في الأنف، أجريت أكثر من مرة فحصا للدم، وكانت النتائج جيدة ما عدا النقص في فيتامين د بشكل عام أنا مهتمة كثيرا بتناول الأكل الصحي، وتجنب المواد الحافظة والنكهات الصناعية، وأمارس الرياضة على الأقل مرتين أسبوعيا، لم أقم بزيارة أي طبيب من أجل هذه المشكلة، ولكني أود حقا معرفة سببها وعلاجها.

وفقكم الله، وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فذكر كثيرا حول مضار أجهزة الهواتف النقالة، وبكل أسف شركات صناعة هذه الهواتف لا تملك الناس الحقائق كاملة، بالرغم من المنافع العظيمة التي جلبتها هذه الهواتف والأجهزة، لكن الإنسان لا بد أن يكون كيسا فطنا، ويوازن ما بين صحته وما بين منافع هذه الأجهزة، وقطعا صحة الإنسان يجب أن يكون لها الأسبقية.

بالنسبة لحالتك هذه، أعتقد أنه كانت لك تخوفات أصلا من استعمال الهاتف بعدما سمعت عن أضراره، ما يثار أنه قد يسبب سرطان الدماغ، وأن المحيط الكهرومغناطيسي الذي تولده وتعمل من خلاله هذه الأجهزة قد يكون له أيضا مضار على تركيز الإنسان وعلى ذاكرته، ذكر الكثير والكثير، وبكل أسف الحقائق العلمية المثبتة ليست واضحة في كثير من الحالات.

عموما أعتقد من خلال هذه الخلفية، ولهذا النوع من التفكير حتى وإن لم تعيريه بالا ربما يكون أثر عليك، والشيء الآخر أن بعض الناس لديهم بعض الحساسية في الأعصاب الطرفية في الأذن الداخلية، وهؤلاء وجد بالفعل أن استعمال الهواتف يضر بهم كثيرا، يسبب التشويش وعدم التركيز والانقباضات العضلية والإزعاج في الرأس، هذا أيضا سبب.

والسبب الثالث: قطعا إذا أسرف الإنسان في استعمال الهاتف فهذا سوف يكون له مضار، فأعتقد أن أحد هذه الثلاثة أو كلها مع بعضها البعض هي التي سببت لك هذه الظاهرة.

أنت اتخذت القرار الصحيح وهو التقليل من استعمال الهاتف، الإنسان حين يفهم مشكلته، ويعرف الأضرار التي قد تقع عليه هنا يتخذ الحلول، وقد أتتك الحلول مباشرة، ومن خلال تصرفك السليم، وهو تغيير الجهاز، والتقليل من التفريط في استعماله إلا في حدود ما هو ضروري ومهم.

أعتقد أن ذلك هو الذي يجب أن تسيري عليه، وأنا أعتبرك إنسانة لا أقول محظوظة، لكن أقول أكرمك الله تعالى بأن ظهر لك الضرر الذي قد يحدث لك من استعمال الهواتف، ظهر لك بصورة علانية وبينة، وقطعا الوقاية خير من العلاج، وأنت هنا اتخذت الإجراء السليم.

الأمر في غاية البساطة، إذن لا توسوسي حوله، لا تنزعجي حوله، اتخذي القرار الصحيح أو استمري عليه، وهو عدم الإكثار من استعمال الهاتف، وكما تفضلت وذكرت أن الأجهزة والوسائط الالكترونية البديلة متعددة ويمكن أن يستفيد منها الإنسان كثيرا.

أعجبني جدا أنك تعيشين حياة صحية، وهذا أمر طيب، احرصي أيضا على تنظيم نومك، مارسي أي نوع من تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جدا، احرصي على أمور دينك، وانقلي نفسك نقلة فكرية إيجابية، بأن تضعي لنفسك مستقبلا رائعا وجميلا، طوري مهاراتك، اكتسبي المعرفة، هذه تعتبر داعمات حياتية أساسية جدا، ولا بد أن يكون لك دور وتأثير إيجابي في أسرتك.

نقص فيتامين (د) تصحيحه سهل جدا، وهي علة منتشرة في منطقتنا هذه.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات