السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة عمري 17 سنة، أدرس في الثالث الثانوي قسم أدبي، كنت أود دراسة الشريعة في الجامعة، ولكن حين سافرت إلى مصر حدثت مشاكل، ولم أستطع التسجيل في ثانوية الأزهر، فأنا الآن عامة، ولا يدخل أحد من طلاب العامة كلية الشريعة، ولا أرغب بفروع أخرى في الأدبي، ولكن أكثر ما أحبه هو المعلوماتية، وهي ليست متوفرة للأدبي، لذلك قررت أن أدرسها في معاهد خاصة لمدة سنتين أو 4 سنين بعد الثانوي، ولكني محتارة في الالتحاق بأي مجالات العمل في هذا الفرع، كوني فتاة ملتزمة بالتفصيل، فما هي الأعمال؟ وإذا دخلت كلية تجارة واقتصاد أيضا فما هي الأعمال التي تلائمني في هذا الفرع؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وحقيقة كنا نتمنى أن تنالي ما تريدين، ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه، ونحب أن نؤكد لك أن المجال الذي تدرسين فيه أيضا فيه خير، والمهم هو أن تجتهدي فتتفوقي، نحن بحاجة إلى متفوقات في شتى المجالات، ونعتقد أن أي فتاة وأي امرأة أنسب مكان لها هي الأماكن التي فيها تعامل مع النساء، كالتدريس في المدارس النسائية، وكالعمل أيضا في مراكز نسائية، أو في وحدات الغالب فيها هن النساء، حتى تعان المرأة على الخير وعلى كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى.
ونعتقد أن مجتمعاتنا المسلمة بحاجة إلى صالحات، بحاجة إلى ملتزمات في شتى المجالات، لأن مجالات التعليم مثلا واسعة، والناس بحاجة إلى التعليم حتى فيما يتعلق بالمعلومات وما يتعلق بالبرمجة وبهذه الأشياء، الناس بحاجة لها حتى في مدارس البنات الثانوية وفي نحوها، وهذه أماكن مناسبة الإنسان يستطيع أن يقدم فيها الكثير والكثير.
والمهم بالنسبة للفتاة -ولله الحمد- الالتزام، وأنت -ولله الحمد- ملتزمة، فحافظي على ما أنت عليه من الخير، واجتهدي في كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى، ونحن لا نرى التفكير في دراسات فرعية قبل الانتهاء من الفترة الجامعية، لأنا نريد لك أن تتفوقي فيها، ما نريد مجرد نجاح، ولكن نريد تفوقا، والتفوق يتيح للإنسان فرصا كبيرة في التحضير والدراسة مستقبلا، والإنسان لا يندم على اجتهاده في الدراسة.
ولا مانع من أن تجعلي بعض الأشياء هوايات في بعض الدراسة بعد الانتهاء منها، ولكن نحن نحب لكل من تدرس في أي مجال أن تتفوق في مجالها، فالآن -ولله الحمد- المتعلمين والمتعلمات كثر، والأمة بحاجة إلى تميز، بحاجة إلى إبداع، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بالاجتهاد بعد الاستعانة بالله تبارك وتعالى والتوكل عليه، وفعل الأسباب التي توصل إلى النجاح والفلاح.
ونحب أن نؤكد لك أيضا أن العلم يطلب لذاته لأنه عبادة وطاعة لله تبارك وتعالى، أما الوظائف، أما الأرزاق فهي بيد الله تبارك وتعالى، صحيح الإنسان يدرس المجالات التي يمكن أن يستفيد منها، ونحن نؤكد أن كل مجال فيه استفادة، وما ينبغي أن نربط العلم كلية بسوق العمل، وسوق العمل أيضا تحتاج إلى تميز وتحتاج إلى تفوق.
نسأل الله أن يعينك على التفوق والنجاح، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.