هل سأصاب بالفصام كما كان أبي مصابا؟

0 339

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 28 عاما, وأنا ناجح جدا في عملي, -والحمد لله- لدي مشكلة, ولكن ليست دائمة, وفي نفس الوقت أشعر أن سبب هذه المشكلة هو الطفولة الأليمة التي عشتها, حيث إن والدي يعاني من مرض عصبي, وفصام, وقد عايشت مرضه منذ نعومة أظفاري.

تربيت في أسرة فقيرة, لذا كان من المهم أن أتحمل المسؤولية منذ كان عمري 9 سنوات فقط, وأحس أن الوعي الذي كنت أتمتع به منذ الصغر كان أكبر من عمري, فالأحداث التي عايشتها محفورة في رأسي، أما بالنسبة لحياتي الآن -فالحمد لله- درست هندسة, وأعمل في السعودية, وتزوجت, ورزقني الله بولد.

أما مشكلتي فهي أنني عاطفي جدا, وحساس جدا, وأما المشكلة الأساسية والتي كما قلت إنها ليست دائما, وإنما ترتبط بظرف, أو خبر ما, حيث إنني إذا سمعت بكلمة مرض نفسي أشعر بضيق، ولكن يمكنني السيطرة.

منذ 15 يوما سمعت بخبر أن إحدى جاراتنا المقربات قامت بقتل نفسها, والعياذ بالله, ومنذ ذلك اليوم أحسست بضيق شديد, ووسواس, وبدأت بعض الوساوس تضغط علي, فمن هذه الوساوس أني أخاف أن تتكرر مأساة والدي معي, فهل يمكن أن يحصل معي ما حصل مع جارتنا؟ أو بالأحرى بعض الأوقات أجلس وأفكر لماذا فعلت هذا؟ كيف كان حالها؟ أتخيلها وأحاول أن أجيب على أسئلة إشكالية ليس لي علاقة بها من الأساس.

في نفس الوقت أعلم أنها مجرد وساوس, وليس لها أي معنى, ولا يعني التفكير بها أنها ستحصل, -والحمد لله- لدي إيمان قوي, فلطالما أناجي الله عز وجل, وأطلب منه الشفاء, ولكن ليس من الخطأ استشارة ذوو العلم والاختصاص، أريد نصيحة بارك الله بكم, ولا أفضل الدواء.

بالإضافة إلى ما سبق، الرجاء الإفادة بإعطائي تفاصيل أحد المراكز النفسية الموثوقة في الخبر, أو في الدمام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أكيد أن مرحلة الطفولة لم تكن سهلة، فمن المعروف أن أسر بعض المرضى النفسيين يعانون كثيرا, سواء من صعوبات التكيف مع مرض أحد أعضاء الأسرة، والتغير الذي يحصل في شخصيته وسلوكه وأفكاره، وخاصة مع مرض مثل مرض الفصام، أو بسبب المعاناة من موضوع الوصمة الاجتماعية, وموقف المجتمع والناس من المريض وأسرته.

ومن المتفهم أن عندك هذه الحساسية لكل ما له علاقة بالمرض النفسي، فهذه نتيجة طبيعية، وهي ردة فعل نفسية إنسانية طبيعية لأمر غير طبيعي، وهو المرض النفسي، وليس العكس، ولكنك -ولله الحمد- استطعت وبالرغم من كل ما جرى أن تكون حياتك وتتابع دراستك، وها أنت مهندس متزوج ولديك ولد، فلماذا تنصرف عن التفكير في كل هذه النعم؟ وتفكر في شيء لم تصب به؟ والأهم من هذا أنك مؤمن ومتوكل على الله تعالى، ولا شك أنك مقدر لنعم الله عليك، بالرغم من كل ما مر معك في حياتك.

اطمئن، لأنه إذا لم تظهر عندك مؤشرات الإصابة بالمرض حتى الآن، فالغالب أنك لن تصاب به -بعون الله- وربما لا يفيد القلق كثيرا في هذا، لأنه لن يزيدك إلا اضطرابا، والأولى أن تركز على الإيجابيات الكثيرة في حياتك, طبعا من المتفهم أيضا أن تشعر بالاضطراب عند سماع خبر جارتكم التي انتحرت، ولكن الحياة فيها الكثير من الأخبار المحزنة والمؤثرة، إلا أن نعمة النسيان عظيمة، وإلا لضاقت الحياة علينا جميعا.

ورد في سؤالك أنك لا تفضل الدواء، وطبعا ليس هناك مبرر لأخذ أي دواء، فاطمئن لهذا أيضا، وقد سألت عن مركز للطب النفسي في الخبر أو الدمام، ويمكنك أن تسأل محليا عن هذا، أو أن تتصل بمركز "النفس المطمئنة" في الرياض، فيمكنهم أن يعطوك عنوانا قريبا، وإن كنت لا أرى من حاجة لهذا الآن، إلا إذا كان لمتابعة علاج والدك، عافاه الله ورعاه.

وفقك الله، وجعلك من الناجحين السعداء.

مواد ذات صلة

الاستشارات