المراهقة وأعراض الخوف من الموت والقيامة والرهاب الاجتماعي

0 597

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 13 سنة، أخاف من الموت، وأخاف من عذاب القبر خوفا شديدا جدا، أبكي من الخوف من الموت أو أن ينتهي العالم ومن يوم القيامة، لا أستطيع التفكير إلا في يوم القيامة والموت، ولم أكن هكذا من قبل، هل في سني يكون هذا التفكير طبيعيا؟

السؤال الثاني: أحيانا كثيرة أحس أني مخنوقة، وقلبي يدق بسرعة، وأرغب في البكاء عندما أتذكر أشياء حصلت لي في الماضي، وأظل أقنع نفسي أن ما جرى ماض وانتهى، ومهما حدث فسيسامحني ربي، لكن مع هذا أظل مخنوقة ومكتئبة وأرغب في البكاء، هل هذا طبيعي في سني؟ تأتيني هذه الحالة كل شهرين أو ثلاثة وتستمر لشهر كامل.

أحس أني عندي رهاب اجتماعي، لأني خجولة جدا من الناس، ومن بعضهم أكثر من الآخر، ولا أجيد التحدث حينها، ويحمر وجهي ويتسارع قلبي، ولما نذهب لأقربائنا أحرص أن أكون آخر من يدخل أو يركب الدرج حتى لا أدخل لمضيفينا وحدي، ويكون صوتي واطيا ومتغيرا، هل عندي رهاب اجتماعي؟ وهل ما أمر به طبيعي في المراهقة؟ أريد نصائح للتخلص من الخجل.

أيضا أعاني من الشك في كل الناس ولا أثق في أي إنسان، وهذا الشك أو عدم الثقة يؤثر على حالتي النفسية، مثلا لو ذهبت لمحل لإصلاح اللاب توب، أشك أن العامل سيسرق صوري ويستخدمها بشكل سيء، لم أكن هكذا سابقا لكن تعلمت من أصدقائي الذين لا يثقون بي.

السؤال الثالث: أنا آكل أظافري منذ كنت طفلة، وجربت كثيرا التخلص من هذه العادة لكن لم أستطع، هل أكل الأظافر حالة نفسية؟

وجزاكم الله خيرا على الموقع وعلى مساعدة الناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ gehad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأنت تحدثت عن مجموعة من الظواهر (قضم الأظافر- المخاوف المتعددة- الشكوك- عدم الثقة بالناس- ما أسميته بالرهاب الاجتماعي) هذه كلها مصطلحات مختلفة، الذي يظهر لي من كثرة اطلاعك على ما يكتب حول الأمراض النفسية، هو الذي جعلك تهتمين بصورة شديدة ومكثفة حول هذه المفاهيم. هذا لا يعني أنه ليس لديك أعراض، نعم لديك بعض أعراض الخوف، لديك بعض أعراض الوسوسة حول الموت، لكن أعتقد اطلاعك واهتمامك الكثير والكبير بهذه الظواهر يثبتها ويقويها عندك.

أنت في عمر تحصل فيه تغيرات نفسية عادية جدا، عمر التكوين النفسي والجسدي والهرموني والوجداني -إن شاء الله تعالى- تكون هذه المرحلة عابرة جدا، الخوف من الموت هو ظاهرة طبيعية قد تحدث في مثل سنك، ومجرد تغيير المفاهيم حول الموت وما بعد الموت يريح الإنسان كثيرا، فالقبر هو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، عذابه يأتي للأشقياء، أما من يتقي ربه فهو في رحمة ربه وفي روح وريحان وجنة نعيم.

فاسعي لأن تكوني دائما صالحة ومن الصالحات، ولا تشغلي نفسك بهذا الأمر، واعرفي أن أمر الموت كله بيد الله، وأريدك أن تجتهدي في دراستك، لا بد أن تغيري من أسبقياتك في هذه المرحلة، أنت في عمر التكوين كما ذكرت لك، والذي في مثل عمرك ينجرف به الفكر دائما، إن جعل فكره في الاجتهاد في دراسته فسوف يكون معظم اهتمامه بالدراسة، إن جعله اهتماما بالمخاوف ومشاهدة الأفلام والأشياء التي لا تفيد سوف يكون في هذا الاتجاه.

فأنت محتاجة فقط أن تنقلي نفسك من الناحية التفكيرية، الناحية الذهنية، بأن توزعي وقتك بصورة ممتازة، بأن تسعي في بر والديك، بأن تجتهدي في دراستك، بأن تكثري من اطلاعك، بأن ترفهي عن نفسك بأشياء طيبة وجميلة، هذا هو الذي سوف يفيدك، أما أن تركزي على هذه الأفكار وتجعليها تسيطر عليك، هذا غير مقبول، إذن أرجو أن تنتهجي هذا المنهج الذي ذكرته لك، وأنت لست في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.

تمارين الاسترخاء ذات فائدة كبيرة لإزالة كل التوترات، وكل القلق النفسي الذي يؤدي إلى الظواهر التي تحدثت عنها، وهنالك استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطلعي على تفاصيلها وتطبيقها -وإن شاء الله تعالى- تخفف كثيرا من القلق الذي يشغلك، وحين يخف القلق ومن ثم يزول، سوف تجدين أن طريقة تفكيرك قد تبدلت تماما وأصبحت مريحة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات