السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لمجهوداتكم المباركة, كما أود أن أتوجه بالشكر لسيادة الدكتور محمد عبد العليم المحترم -جزاه الله عنا كل خير-, وأقول له: لن أنساك، وسأدعو لك طول حياتي!
يا دكتور: أنا طالب جامعي في السنة الثالثة, وأدرس الهندسة, أبلغ من العمر 19 عاما ونصف العام, أعاني خوفا من الاجتماعات وأخاف من مواجهة الناس, كما أنني أشعر بالبؤس والحزن ولا أشعر بمباهج الحياة, لدي أيضا آلام جسدية قوية جدا, فلدي آلام في ظهري وصداع ملازم لي, ولا يهدأ أبدا. منذ عامين تعرضت لبعض المواقف السيئة, فكنت ألاحظ على نفسي شيئا فشيئا الميل نحو الانعزال عن الناس؛ لأنني قد صدمت فيهم سابقا!
مشكلتي الكبرى والتي تؤرقني، هي: أن مزاجي يتغير بسرعة كبيرة جدا, فمثلا عندما أتحدث مع أحد الأصدقاء -وتكون أمورنا طيبة جدا-, ولكن فجأة يتغير مزاجي, فأسرع في التهرب منه, وأستأذنه للذهاب بعيدا دون عودة!
دكتوري العزيز: أريدك أن تصف لي دواء غير إدماني وله آثار جانبية قليلة, لأنني لا أستطيع تحملها. أنا أميل إلى الزولفت، لا أعلم ما السبب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكرك على كلماتك الطيبة، وجزاك الله ألف خير، ونسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك، وأن يجعلك من الصالحين والموفقين.
الرهاب الاجتماعي هو في أصله قلق، ونسبة للإحباطات التي المتعلقة بالرهاب الاجتماعي يحس الإنسان بشيء من الكدر وعسر المزاج وتقلب المزاج، وهذا هو الذي يحدث لك، يعني الضجر الذي تعاني منه هو ضجر ظرفي، بل هو وقتي مرتبط بموضوع الخوف الاجتماعي.
أريدك أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تلجأ لأسلوب التعريض أو التعرض، لا تتهيب المواقف حتى وإن شعرت فيها بقلق شديد، لأن القلق الشديد هو مجرد تغيرات فسيولوجية تحدث في جسمك، لا أحد يطلع عليها، ولن يصيبك مكروه أبدا بإذن الله تعالى.
يجب أن تكثر من المواجهات، والتواصل مع أصدقائك في الجامعة، ومشاركاتك يجب أن تكون معتبرة ومشهودة، ولا تكن في الصفوف الخلفية أبدا، وكن دائما في الصفوف الأمامية في كل شيء.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أن الزولفت دواء ممتاز، دواء فاعل، وله محاسن كثيرة، فهو سليم، ويعالج الخوف والرهاب وحسن المزاج بشكل واضح جدا.
في السودان قد لا تجد الزولفت بمسماه، وإن وجدته قد تجده مكلفا، لكن هناك منتجات جيدة جدا، منتجات تجارية، هنالك شركة (سانفارما) الهندية لديها منتج ممتاز من هذا الدواء متوفر في السودان، إذن يمكنك أن تسأل عن الدواء تحت مسماه العلمي وهو (سيرترالين). والجرعة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراما - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما - تناولها ليلا بعد العشاء لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة - أي خمسين مليجراما - ليلا، تناولها لمدة شهرين، ثم اجعلها مائة مليجرام - أي حبتين - ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.
هذه الطريقة العلمية الصحيحة للتعامل مع هذا الدواء، وحاول أن تكون ملتزما التزاما قاطعا بتناول الجرعة في وقتها، لأن هذا يساعد كثيرا في البناء الكيميائي مما يعجل إن شاء الله تعالى بالعلاج والشفاء والتعافي.
انظر العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.