أعاني من استمرار الإفرازات المائلة للصفرة بعد الدورة... فهل هي إفرازات عادية؟

0 1157

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ أن بدأت إفرازاتي المهلبية بالخروج لاحظت بأنها مائلة للصفرة، والفترة التي تنزل فيها إفرازات بيضاء فقط محدودة، وبتوقعي تكون في اليوم 14 أو 15 من الدورة.

منذ أن بلغت لا تنزل القصة البيضاء بعد الانتهاء من الدورة الشهرية، بل تنزل تلك الإفرازات المائلة للصفرة؛ مما يسبب لي مشكلة في معرفة إذا كنت قد طهرت أم لا؛ حيث إنه من المعروف أن في الفترة الأخيرة من الدورة تنزل الكدرة والصفرة، ويصعب علي حينها أن أميز إذا كانت هذه صفرة أم إفرازاتي العادية.

قبل 6 أو 5 شهور صرت أجد حرقانا أثناء وبعد التبول والإخراج، ولازمني ذلك لفترة ثم رحل، ولكن لا زلت أجد بين الحين والآخر حرقانا أثناء وبعد ذلك ولكنه خفيف، وفي الشهور الأخيرة أيضا أجد أن الإفرازات اليومية زادت في صفاراتها ولكن لازال بها بياض.

كذلك في الثلاث دورات الأخيرة أجد بعد انتهاء الدم والكدرة بيوم تقريبا دما بسيطا جدا مع تلك الإفرازات التي أجهل تحديد إذا كانت صفرة أم إفرازات عادية، فهل هذا دم دورة أم ماذا؟

سؤالي الآخر هو لماذا إفرازاتي تميل للصفرة؟
علما بأني عندما كنت صغيرة أي قبل البلوغ تعلمت أن أضغط على فرجي بالمخدة فقط دون إدخال أي شيء، ولم أكن أعرف أي شيء عن العادة السرية، وكنت أجد شعورا جميلا في ذلك، واستمرت هذه العادة معي حتى اكتشفت في الشهور الماضية أنها عادة سرية، وعندما كنت طفلة لم أكن أفعل ذلك يوميا، ربما مرة في الأسبوع، وعندما كبرت صرت لا أفعلها بالشهور.

أحمد الله أني أقلعت عن هذه العادة التي كنت أجهل حقا ما هيتها، ولكن هل لذلك علاقة بلون إفرازاتي؟ علما بأني لا أجد حكة في المهبل، والرائحة التي أجدها من الإفرازات ليست قوية كثيرا.

إضافة لذلك أني أعاني منذ صغري من انتفاخ البطن اليومي بعد تناول الطعام، وهذا الانتفاخ ليس صغيرا، بحيث أنه يرى حتى مع لبس الملابس غير الضيقة، فهل لهذا الانتفاخ المتكرر علاقة بلون الإفرازات؟

سؤالي الأخير: كيف لي أن أعرف علامة طهري إذا كانت إفرازاتي دائما تميل للصفرة ولا أجد علامة الجفاف بعد الدورة؟

وفقكم الله وسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الطبيعي أن يكون هناك إفرازات عند الفتيات، ولكن تختلف هذه الإفرازات من فتاة إلى أخرى، وذلك لأن الرحم والفرج يقوم على مدار اليوم بإفراز بعض الإفرازات الطبيعية لترطيب الفرج، ومنع الجفاف في داخله، ولكنها كميات بسيطة غير ملحوظة تكفي لغرض ترطيب الفرج؛ مما يتسبب في زيادة هذه الإفرازات عن الحد الكافي للترطيب هو التفكير بالعملية الجنسية أو ممارسة العادة السرية حتى بلوغ الشهوة أو الأروجازم.

هذه مسألة لها مخاطر عديدة منها: حدوث التهابات في المسالك البولية، وحرقان البول، وهذه تحتاج إلى عمل تحليل ومزرعة بول، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل، ويحدث أيضا بعض الالتهابات الفطرية، أو الالتهابات البكتيرية، أو هما معا.

إفرازات الفطريات بيضاء اللون، وأقرب إلى شكل ولون الجبن المفروم، وإفرازات الالتهابات البكتيرية لها رائحة كريهة، ويختلف لونها، فمن الممكن أن تكون صفراء أو شفافة أو خضراء، والإفرازات الطبيعية تكون شفافة، ولا رائحة لها، وترتبط زمانيا بممارسة العادة السرية، أي تأتي بعد أوقات الممارسة، وتقل في أوقات عدم الممارسة.

السبب الآخر لحدوث التلوث والالتهابات هو: الاستحمام جلوسا في ماء البانيو، مع وضع المطهرات والرغاوي والشامبو في ماء الحمام، وهذا يؤدي إلى قتل البكتيريا النافعة التي تنمو وتعيش في الفرج، وتحافظ على النظافة بشكل ذاتي، ولذلك استعمال الأشياء المذكورة يضر ولا ينفع، ويكفي جدا الاستحمام وقوفا، وغسل المكان من الخارج، وعدم محاولة إدخال الماء أو المطهرات بأي شكل، هذه نقطة مهمة.

وجود كلا النوعين من الإفرازات البيضاء والصفراء يحتاج إلى علاجهما معا في نفس الوقت، والعلاج عبارة عن:
أخذ كبسولات دفلوكين 150 مج كبسولة واحدة، ويمكن تكرارها بعد أسبوع مرة أخرى لضمان الشفاء وعلاج الفطريات، مع أخذ أقراص فلاجيل 500 مج ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوع لعلاج الالتهابات البكتيرية المحتملة، ولبس ملابس داخلية واسعة؛ لأن التعرق خصوصا في أوقات الصيف والخروج إلى الطريق يزيد من التعرق، ويؤدي إلى عمل بيئة صالحة لحدوث الالتهابات، وعدم وضع مطهرات في ماء الاستحمام.

عند ترك تلك العادة والمحافظة على الوزن سوف تنتظم الدورة الشهرية، وتقل الإفرازات، وبإمكانك ساعتها التعرف على وقت انتهاء الدورة الشهرية، والصلاة باطمئنان، وعدم الشك في الطهر بعد الغسل، لأن الوزن الزائد به خطورة على التوازن الهرموني، وعلى انتظام الدورة الشهرية.

الرغبة الجنسية غريزة عند البشر لها قواعد وأصول وضعها الله سبحانه وتعالى حتى لا تنتشر البهيمية بين البشر، وغلظ العقوبة لمن يخالف تلك القواعد والأصول، وحتى لا تتحول حياة الناس إلى غابة تنتهك فيها الحرمات، ولقد أوصى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الشباب في هذه الناحية، وقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .

البعد عن المؤثرات الخارجية، مثل: الأفلام المثيرة، والأحاديث الجنسية مع الصديقات، ويأتي بعد ذلك الالتفات إلى القراءة والدراسة والصلاة على وقتها، وقراءة ورد يومي من القرآن، وحفظ ما شاء الله لك منه، والذكر والعبادة والدعاء بالرزق الطيب والزوج الصالح كلها أمور تساعدك على ترك تلك العادة -إن شاء الله- وتحفظك بأمر الله تعالى.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.
+++++++++
انتهت إجابة الدكتورة/ منصورة فواز -طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
+++++++++

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
من الناحية الشرعية -أيتها البنت العزيزة-: الصفرة والكدرة تعتبران من الحيض في إحدى حالتين:

الحالة الأولى: إذا كان متصلا بالدم ولو زاد عن أيام العادة، بشرط ألا يتجاوز خمسة عشر يوما، وهذا هو الظاهر من حالتك أنت، ففي هذه الحالة الصفرة والكدرة يعتبران من الحيض؛ لأنهما اتصلا بالدم.

الحالة الثانية: إذا انقطعت الصفرة أو الكدرة عن الدم، وفصل بينهما فاصل من الطهر –وهو الجفاف التام– ولكن كان رجوع هذه الصفرة والكدرة في أيام العادة، فما كان منها في أيام العادة فإنه يعتبر من الحيض، وبهذا يتبين لك أن الأمر سهل يسير.

أما إذا جاءتك صفرة أو كدرة خارج أيام العادة ومنفصلة عن الدم فهذه ليست حيضا، وهذا ما نفتي به نحن في موقعنا في إسلام ويب، وهو قول لبعض أهل العلم، ولكن فيه تسهيل وترخيص.

أما ما ذكرت من الدماء المختلطة بالصفرة فهذه دماء بلا شك، فإن عادت الدماء بعد الانقطاع فإنك تنظرين إلى كامل المدة، أي زمن الدم كله، الأول والثاني الذي جاء بعد الانقطاع – وتضمين إليه المدة المتخللة بينهما، فإن كان كل ذلك لا يتجاوز خمسة عشر يوما؛ فإن هذا الدم الثاني العائد دم حيض، أما إذا زاد عن خمسة عشر يوما –أعني المجموع– فليس الدم الثاني حيضا، إنما ترجعين إلى أيام عادتك، فما كان منها أيام العادة فهي الحيض، وما عداها فليس بحيض؛ لأن الحيض لا يمكن أن يزيد عن خمسة عشر يوما، نرجو بهذا -إن شاء الله تعالى- أن تكون المسألة واضحة بالنسبة لك.

أما الصفرة والتمييز بينها وبين القصة البيضاء فهذا أمر معروف عند النساء، فهذه لونها أصفر وتلك لونها أبيض، ونحن نحذرك من الاستسلام أو الاسترسال مع الوساوس، فالنظر إليها بالعين يكفي لمعرفة هل هي صفرة أو هي بياض.

نسأل الله تعالى أن يفقهنا وإياك في دينه.

مواد ذات صلة

الاستشارات