كنت على علاقة بقريبتي فتركتها وتبت.. هل أنصحها ليرتاح ضميري؟

0 388

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب ملتزم والحمد لله على هذه النعمة، ولكن قبل التزامي كنت على علاقة بفتاة -قريبة لي- والحمد لله ابتعدت عنها؛ بسبب أنها سببت لي المشاكل، ودمرت حياتي.

اتخذت قرارا بتركها؛ لأنها خدعتني؛ ولأنها كانت على علاقة بشاب آخر، وفرحت لأني وجدت عذرا لأتركها؛ أنا لم أرتح في حياتي أبدا بسببها، رغم أني حزنت بسبب ما فعلته بي من غدر، وكانت هي أكبر همي؛ لأن علاقتي بها كانت خطأ وعيبا وبعدها تحسنت حالتي.

لكن ماذا أفعل لقريبتي؟ أريد أن أنصحها، فهل علي إثم إذا لم أنصحها؟ خصوصا وإني أريد أن أفعل أي شيء ليرتاح ضميري؟ فهل يحق لي نصحها، أم أتركها في حالها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الكريم، ونهنئك بتوبة الله عليك، وبالعودة إلى الحق والصواب، وهذه نعمة أرجو أن تشكر الله تبارك وتعالى عليها، فإن من لطف الله بالإنسان أن ينبهه إلى الخطأ والخلل، فيعود قبل أن يدركه الموت، والواحد منا لا يدري إذا جن ليل هل يعيش إلى الفجر.

أما وقد نجوت بنفسك وأخرجك الله مما أنت فيه، فنحن لا نرى أن تعود إلى الفتاة حتى ولو كان من باب النصح، ودائما نحن نريد للفتاة أن تنصح الفتيات، وللشاب أن ينصح الشباب، أما أن يجند الإنسان نفسه لينصح فتاة، وخاصة فتاة كان له بها علاقة، أو فتاة في سنه، أو فتاة لا يضمن نفسه معها، فإنا لا ننصح بمثل هذه النصيحة بهذه الطريقة.

لكن لا مانع من أن تسلط عليها إحدى الأخوات أو إحدى العمات أو إحدى محارمك، ولا مانع من أن ترسل بيانات إلى موقع مثلا نسائي دعوي من أجل أن يتواصلوا معها ليكونوا سببا في هدايتها، أما أن يجند الإنسان نفسه لهداية الفتيات، خاصة من كانت له معها علاقات، فإن الشيطان يستدرج ضحاياه، وكثير ممن يفكر بهذه الطريقة تكون النهايات غير سارة، وليست في طاعة الله تبارك وتعالى، فالشيطان حاضر، والشيطان يزين للإنسان، ونسأل الله تبارك وتعالى لك ولها الهداية.

لا مانع من أن تدعو لها في ليلك ونهارك بالهداية، وأفضل من ذلك -كما قلنا- أن تسلط عليها من الصالحات من يقتربن منها، ويكن إلى جوارها، ويشجعنها حتى تتغير وتعود إلى الحق والصواب، أما أنت فندعوك إلى أن تواصل الالتزام، وتبحث بعد ذلك عن فتاة صالحة مناسبة لتكمل معها مشوار الحياة، ونتمنى أن تستفيد من الدرس الماضي، والمؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين.

سعداء نحن بهذا التواصل، ولا نرى -كما قلنا- أن تعود إليها، حتى ولو كان على سبيل النصح، فإن الإنسان لا يأمن نفسه إذا رجع ونصح بهذه الطريقة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات