المعاناة مع الرهاب الاجتماعي... ودواء الزيروكسات

0 412

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 20 سنة، وأنا مصابة بالرهاب الاجتماعي منذ صغري واستمر ذلك حتى اليوم، وانطوائية جدا ومكتئبة، فعندما أكون جالسة مع الناس لا أتكلم أبدا، ويحمر وجهي بشدة لأتفه الأسباب، والله -يا دكتور- أحيانا أشعر بأني كائن غريب، فأنا غير طبيعية نهائيا، والله مهما تحدثت عن الجحيم التي أعيشه بسبب الرهاب فلن تصدقوا.

وعندما دخلت للجامعة بدأت أبحث عن العلاج، فتعرفت على منتديات نفسية ودخلت في دوامة، سبق واستشرتك –دكتور- وطلبت مني زيارة طبيب نفسي، لكني والله لا أستطيع لأسباب قاهرة، لو أني أستطيع لذهبت مسبقا، فوالله الجحيم التي أعيشه لا يتحمله أحد، قرأت جميع الاستشارات عن الرهاب الاجتماعي في هذا الموقع، وجزاكم الله خيرا عليه، فوجدت الأغلب تصف لهم الزيروكسات، وبعد أن قررت أن أتناوله قرأت في منتديات أخرى أنه حل مؤقت، فبمجرد تركه يعود المريض لوضعه السابق، وأحيانا أكثر، بالإضافة لآثار جانبية خطيرة، منها النوم 18 ساعة، وأورام في الدماغ لمدى بعيد، وأنا لا أريد أن أعالج أو حتى تتحسن حالتي ثم أعود أنتكس، أو أصاب بمرض آخر، فوالله لم أعد أحتمل أكثر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن كان تشخيصك بالفعل هو الرهاب الاجتماعي فيجب أن يعالج، هذا هو المبدأ الذي يجب أن نتفق عليه، والعلاج يتكون من علاج دوائي وعلاج نفسي وسلوكي واجتماعي.

بالنسبة للعلاج الدوائي - أيتها الفاضلة الكريمة - هو علاج مؤسس على أسس علمية وفائدته كبيرة جدا، ولا نستطيع أن نقول أنه هو العلاج الكامل أو العلاج القطعي، لكنه قطعا علاج فعال يساعد جدا في إزالة الخوف والرهاب والقلق، وهذا يجعل الإنسان يعود لحياته الطبيعية التفاعلية، ويتوقف عن تجنب المواقف التي كان يحس فيها بالخوف، وهذا هو العلاج السلوكي، يعني أن الدواء يمهد لك أن تستريحي نفسيا ويقل توترك، ومن ثم تبدئين في عملية التفاعل الاجتماعي، يعني أن الدواء وحده لا يفيد، ومن وجهة نظري أن العلاج السلوكي لوحده أيضا يصعب على الكثير من الناس أن يطبقوه.

ما ذكرته حول الزيروكسات أو الأدوية المشابهة تسبب أوراما في الدماغ، هذا كلام لا أساس له، كلام خاطئ، ليس له أي أسس علمية. الزيروكسات لا يسبب النوم ثمانية عشر ساعة، هذا كلام خطأ أيضا، على العكس تماما بعض الناس يحسون بزيادة في اليقظة، وبعضهم قد يحس بشعور استرخائي، ولا يمكن أبدا لأي جهة قانونية صحية تصدق على دواء يسبب هذا الذي ذكرته، هذا الكلام ليس صحيحا.

وأنا حين ذكرت لك أن تذهبي إلى الطبيب كنت أريدك أن تتخطي هذه العقبة النفسية - أي عقبة التردد حول الأدوية والتخوف من آثارها الجنبية إن وجدت - فمقابلة الطبيب مقابلة مباشرة مفيدة ومقنعة جدا، وليس من الضروري أن تذهبي إلى طبيب نفسي، هذه الأدوية معروفة حتى بالنسبة للأطباء الباطنية، وأطباء المراكز الصحية والرعاية الصحية الأولية، فالأمر في غاية البساطة.

تشاوري مع أهلك، مع ذويك، وابدئي في تناول العلاج الدوائي، إذا كان الزيروكسات أو غيره من الأدوية، الزولفت ممتاز، السبرالكس ممتاز، الفافرين ممتاز، وحتى البروزاك يعتبر الآن من الأدوية النافعة لعلاج الرهاب الاجتماعي، فالأمر في غاية البساطة، يجب أن تأخذي الرزمة العلاجية كاملة.

يسألنا بعض الناس (أنني أريد أن أتعالج بالأدوية فقط)، نقول له هذا خطأ، لا بد أن يكون مع العلاج الدوائي العلاج السلوكي، والبعض يقول لك (أنا فقط أريد العلاج السلوكي)، نقول له: لا تستطيع أن تطبق العلاج السلوكي دون أن تتحكم في مستوى قلقك وتوترك، وهذا لا يتم إلا عن طريق الدواء.

فإذا العملية هي عملية متكاملة، علمية، قائمة على الدليل، قائمة على الإثبات الصحيح، فأرجو أن تتقدمي لاختراق مخاوفك، وتعيشي حياة طبيعية جدا، ودائما أؤكد لك أن التدخل العلاجي المبكر مفيد، ونتائجه رائعة جدا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات