ما زلت مستمراً على أدوية القلق والوساس ولم أشعر بأي تحسن!

0 305

السؤال

السلام عليكم

ذهبت منذ ثلاثة شهور إلى طبيب نفسي أشكو له من صراع الأفكار الإيجابية والسلبية حول حياتي منذ صغري، مثلا: عندما ينظر إلي شخص بغير اهتمام تتصارع لدي فكرتان، الأولى: أنه يحتقرني ولا يهتم بي، والأخرى: أنه ربما يكون مشغولا أو متعبا، لكن للأسف الفكرة السلبية هي التي تسيطر في النهاية وتسبب لي مشاكل، مثل: الرعشة، والدوخة، وزيادة ضربات القلب، وهذا ينطبق على كل المواقف.

شخص الدكتور حالتي أن عندي قلقا عاما بجانب وسواس قهري، وأعطاني علاج faverine 100mg حبة يوميا صباحا، و anafronil75mg نصف حبة يوميا مساء، و psychodal 1mg حبة يوميا مساء.

وعندما ذهبت له في الاستشارة بعد شهر ونصف أخبرته بتحسني على العلاج، ولكن في ناحية الأفكار الخاصة بالشارع والخوف من الناس لم تذهب؛ أي عندما أكون في الشارع ينتابني شعوران، الأول: أن الناس تنظر إلي؛ لأنهم يسخرون مني، والثاني الإيجابي: أنه من الطبيعي نظر الناس لبعضهم، وللأسف الفكرة السلبية تظل مسيطرة، فقرر الدكتور الاستمرار على العلاج، مع رفع جرعة انافرونيل إلى حبة مساء، وللأسف لم أشعر بتحسن في موضوع الشجاعة في مواجهة الناس والنزول للشارع.

وكان من المفترض الذهاب للدكتور بعد هذه الاستشارة بشهر، ولكن حصلت ظروف منعتني نهائيا من التواصل معه، ولن أستطيع التواصل معه الفترة القادمة، فبم تنصحوني في هذا العلاج الذي أنا مستمر عليه منذ 3 شهور؟ مع العلم أني محافظ على الصلاة، وأمارس تمارين الاسترخاء العضلي، ولكن بلا فائدة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن الطبيب -جزاه الله خيرا- قد أحسن تشخيص حالتك، فما وصفته ينطبق تماما على التشخيص الذي ذكره لك الأخ الطبيب، والأدوية التي وصفها لك أقرها تماما، فالفافرين من أفضل الأدوية التي تعالج القلق الوسواسي، وكذلك الأنفرانيل.

الأدوية تحتاج لوقت لتظهر فعاليتها الحقيقية، وفي ذات الوقت أنت مطالب بأن تساعد نفسك من خلال تحقير الأفكار السلبية، وأن تتخذ خطوات عملية لتجعلك أكثر ثقة في الناس.

أولا: حرصك على الصلاة مع الجماعة يساعدك كثيرا في أن تبني ثقة بالآخرين؛ لأن المساجد يرتادها الصالحون والطيبون ذوي النفوس الطيبة، ولا يعتريك أي شك حيال نواياهم تجاهك، وممارسة الرياضة الجماعية فيها خير كثير لك، وزيارة المرضى في المستشفيات، وممارسة الرياضة مع مجموعة من الأصدقاء، الإكثار من مشاركة الناس في مناسباتهم..؛ هذه هي التي تجعلك تنصهر اجتماعيا، وتتفاعل بقوة وإيجابية.

إذن: أنت الحمد لله تعالى تسير على الطريق الصحيح، وما ينتابك من شوائب عرضية كاهتزاز الثقة في الناس، والشكوك وخلافه، أعتقد أنك سوف تتخطاها من خلال ما ذكرته لك، واستمراريتك على تمارين الاسترخاء، والاستمرار مطلوب، وكما ذكرت لك الرياضة الجماعية مهمة، وتوزيع الوقت، فحسن إدارة الوقت دائما فيه خير كثير للإنسان، وأثبتت التجارب بما لا يدع مجالا للشك أن الذين يحسنون إدارة أوقاتهم يحسنون إدارة حياتهم، ويا حبذا - وأنت في هذه السن - إذا كونت لديك خارطة ذهنية تدير من خلالها وقتك؛ فهذا يجعلك تستمتع بالحياة ولا تحس بالتقصير، وترى دائما أنك صاحب همة عالية، وسوف تحس بأنك نافع لنفسك وللآخرين، وهذا أعظم شعور يأتي للإنسان ويشعره بالرضا والإشباع الداخلي.

أنا أقر طريقة العلاج التي خططها لك الأخ الطبيب -جزاه الله خيرا- فاستمر عليها، وخذ ما ذكرته لك من إرشاد بسيط، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك كثيرا على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات