ما هي الأضرار النفسية والعصبية والأخلاقية لمشاهدة المواد الجنسية؟

0 1224

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

سؤالي: هل يمكن أن تفيدوني بمعرفة كل أضرار مشاهدة المواد الجنسية (الأضرار النفسية والعصبية والأخلاقية والجنسية)؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشاهدة المواد الجنسية والمواد الخلاعية، بل غير الأخلاقية: لها أضرار جسيمة وعظيمة، فالصغير الذي يشاهدها قطعا سوف تدمر حياته، والكبير الذي يشاهدها سوف يبني مفاهيم قبيحة وشاذة يعتقد أنها هي الحياة الجنسية الصحيحة، والقضية هذه لا ننظر إليها هنا فقط من البعد الأخلاقي، فالبعد الأخلاقي هو أسمى بعد، والفطرة الصحيحة تقود إلى الأخلاق القويمة، ولن نتكلم فيها من ناحية البعد الديني فهذا أمر مفروغ منه أنها من المحرمات، وكفى بذلك أن يبين أضرارها.

إذا نظرنا للموضوع بسياق علمي نفسي سلوكي بحت فإني أقول لك: مشاهدة هذه المواد يرسل إشارات مستمرة إلى مناطق معينة في الدماغ، والدماغ هو عقل الإنسان ينقسم إلى ثلاثة: هنالك ما يسمى بالعقل الحيواني - أو عقل الزواحف - وهو: الذي يستقبل ويسخر ويحلل وينمي الشهوات والغرائز، وهناك العقل الإنساني العادي: الذي من خلاله يعيش الإنسان حياته كإنسان ويسترشد به، وهنالك العقل الإبداعي: وهو الذي يجعل الإنسان يضيف إضافات ممتازة لحياته ولحياة الآخرين.

المشاهدات الجنسية تعطي إشارات مباشرة إلى العقل الزواحفي أو العقل الحيواني أو عقل الشهوات والغرائز، ومن خلال هذه الإشارات المستمرة تتجسد صورة في كيان الإنسان ووجدانه تجعله يتشوق لهذه المواد، ومن ثم تنشط عنده الغرائز المتوحشة والمنحرفة، وذلك من خلال ما يسمى بالمردود الإيجابي؛ حيث تفرز مادة تسمى بالدوبامين، وهي المادة المسؤولة عن الشهوات والمحفزات كلعب القمار مثلا، شرب الخمر، الانحرافات الجنسية، التدخين، وحتى الشهوة المطلقة للطعام...

إذن هنالك مسارات كيميائية فسيولوجية تشريحية نفسية هي التي تتحكم وتحلل وتخزن وتضخم ما يشاهده الإنسان من مواد جنسية، وبعد أن ترسم هذه الصورة العقلية في ذهن الإنسان سوف يتحرك ويتصرف ويكون مسلكه حسب هذا المخزون القبيح الذي تم تخزينه في عقل الزواحف لدى الإنسان.

فإذن -أخي الكريم-: هذا هو الضرر، وهذا هو الأذى، وهذا هو طريق الانحراف، والأمر كما أوضحناه لك في صيغة علمية واضحة وسليمة ومثبتة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بداية نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونؤيد دائما أن يبدأ الشباب في مثل هذه الأسئلة إلى المواقع الشرعية، حتى يضمنوا مثل هذه الإجابات، فإن هناك مواقع سيئة تثير الشهوات وتحرك الغرائز، وتنطلق هذه الشهوات بعد ذلك بلا ضوابط وبلا قواعد فتهلك الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد.

ونحب أن نؤكد لابننا الكريم أن للإنسان - كما أشار الدكتور - غايات كبيرة ومعان كبيرة وأخلاق وقيم ينبغي أن يثبت عليها، إلا أن الذين يتوسعوا في مشاهدة هذه المشاهد الجنسية الخليعة، أولا: يصابوا بالسعار الجنسي، فلا يصلون إلى الإشباع، وذلك خصم على حياتهم العقلية وحياتهم الصحية، وخصم كذلك على إبداعهم، حيث يصبح الواحد يدور حول الشهوات كما يدور الحمار حول الرحى.

ونؤكد أيضا أن السير في هذا الطريق له بداية وليس له نهاية، فإن أهل الانحرافات أسرفوا في الشهوات حتى أتوا بطرائق وبدع وأساليب ربما لا يعرف الشيطان كثيرا منها والعياذ بالله، والخطير في هذا أن الإنسان عندما يمارس هذه الانحرافات ويشاهد تلك المخالفات يتكون عنده نمط للحياة الجنسية، وتصبح شهوته منحرفة إلى غير الاتجاهات الصحيحة، وهذا يلحق به أضرارا كبيرة، والعياذ بالله.

كما أن هذه المشاهدات بهذه الطريقة ممنوعة من الناحية الشرعية؛ لأن الإنسان مسؤول عن بصره، ولو حاولنا أن نصنف من يشاهدوا هذا فإنهم غالبا غير متزوجين، يحاولون مشاهدة مثل هذه الأشياء، وهذا يجلب لهم التعب، ويجلب لهم الممارسات الخاطئة المحرمة، أو يكونوا متزوجين فيدخلوا في المحرم، فيطالب زوجته - أو تطالب زوجها – بأنماط حيوانية في هذه الممارسة، وقد تكون فيها مخالفات شرعية على غير الفطرة التي حددها الله تبارك وتعالى لهذه الممارسة.

فالإسلام يريد لهذه الممارسة أولا: أن تكون على فراش الحلال، وأن تكون في الموضع الحلال، قال العظيم في كتابه: {فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم} ولذلك الحياة الجنسية في الإسلام هي طهارة، هي عفة، هي ذرية، هي عبادة، هي طاعة، هي صدقة (وفي بضع أحدكم صدقة) كما جاء عن النبي - عليه الصلاة والسلام -.

أما المشاهدة فهي المحرمة، أما المشاهدة فهي انحرافات، أما المشاهدة فهي إثارة للغرائز، والإنسان ليس كله غرائز، ولذلك البشرية لما فكرت بهذه الطريقة أنتجت ما يثير الشهوات، فعم الفساد وطمت الشرور -عياذا بالله تبارك وتعالى-.

من هنا نحب أن نؤكد أن هذه المشاهدة لا تجوز؛ خاصة مع هذا المحتوى الخطير الذي فيه أضرار لا حصر لها، والذي فيه إشكالات كبيرة جدا إذا تتبعنا النتائج، والخطير في هذا الأمر أيضا أنه دائما يبدو بالإثارة الذهنية، وهذه أخطر أنواع الإثارة، فإن الذي يشاهد والذي يقرأ الأمور الجنسية يثير نفسه وبعد ذلك يصبح غير قادر على الاستيعاب، وربما لا يجد مكانا حلالا لتفريغ هذه الشهوة والإثارة وينحرف بعد ذلك وينجرف في مواطن الحرام.

إذن نحن نريد للمسلم إذا احتاج أن يتواصل مع مثل هذا الموقع، ولعلك تلاحظ أننا في الموقع مثل هذه الاستشارات تكون محجوبة، إذا كان فيها تفاصيل مثيرة للشهوات؛ لأننا نريد للتوجيه أن يصل لصاحبه فقط دون أن يكون سببا لإثارة الآخرين وتحريك كوامن الشهوة في نفوسهم.

نسأل الله أن يعيننا على غض أبصارنا، وأن يعيننا على حفظ فروجنا، وأن يعيننا على طهارة أنفسنا وصيانة أعراضنا، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، ونشكر لك السؤال والتواصل مع الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات