السؤال
السلام عليكم
أنا طالب مدرسة، بعمر 14 سنة، أحيانا يهددني بعض الطلاب ممن يعملون على إيذاء الطلاب والاستهزاء بهم، بأن أنتظرهم بعد نهاية الدوام خارج المدرسة حتى يضربوني، بسبب أني رفضت الذل والعار، ودافعت عن نفسي أمامهم، على عكس بعض الطلاب الذين لم يقاوموا في وجوههم، ماذا أفعل اذا حدث ذلك هل أواجههم وأنزل إلى ساحة المعركة؟
مع العلم أنه إذا أرادني شخص لن يأتي إلا مع مجموعة من الأولاد الذين من أمثاله.
فهل أنادي ابن عمي الذي هو بمدرستي وأنزل إلى ساحة المعركة، أو أخبر المشرف الاجتماعي بأمور الطلاب؟ ولكنه أيضا سيكون هناك خطر علي عند المغادرة، وهل أسلك طريقا آخر وأبتعد عنهم أم ماذا؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبداية نرحب بك ابننا الفاضل، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على أنك ناضج وعاقل، فالإنسان عندما تأتيه مثل هذه المواقف يستشير ويستخير، وأنت ولله الحمد بادرت بالتواصل مع هذا الموقع، وهذا دليل على أنك عاقل، فلا تنزل لمستوى الجاهلين ولا تدخل معهم في مثل هذا التحدي، وحاول دائما أن تحتمي أولا بإيمانك بالله، وبعقيدتك التي شرفك الله، وبحرصك على الفضائل والمكارم، ثم حاول بعد ذلك أن تلتزم بنظام المدرسة، وتجنب فرص الاحتكاك مع أمثال هذه النوعية من الطلاب، وشكل لنفسك برنامج حماية من خلال إخبار المشرف، ليس من الضروري أن تكون على سبيل الشكوى، لكن حتى يكون المشرف عنده اطلاع، وينبغي أن يكون عند المشرف من الحكمة والحنكة ما يجعله يكتشف هذه الأمور ويعالجها دون أن يخبر هؤلاء بمن تكلم عنهم وبسلوكياتهم وتهديداتهم للبعض من الطلاب.
لا بأس أيضا من أن يكون ابن عمك أيضا على صلة واتصال بك، ويكفي أن يزورك ويقف إلى جوارك أحيانا، وعندها سيدرك أمثال هؤلاء أن لك ابن عم يحميك، والشاعر قال:
وابن عم المرء فاعلم جناحه *** فهل ينهض البازي بغير جناح
نحن لا نريد أن تجعلها معركة، ولكن لا نريد في نفس الوقت أن تستسلم لهم أو تتهاون معهم، بل ينبغي أن تريهم من نفسك قوة، لابد أن يعرفوا بطريقة أو بأخرى أن لك أبناء عمومة، وأنه من الممكن أن يؤدبوا من يتطاول، لابد أن يدركوا أن في المدرسة نظاما سيحكم عليهم وعلى غيرهم ممن يتجاوز الحدود والآداب.
نحن سعداء جدا بفكرة التواصل مع الموقع والسؤال، لأن هذا يدل على أنك طالب فعلا مهذب، تريد أن تحترم النظم والضوابط والقواعد الموجودة في أي مدرسة وفي كل بلد، فالإسلام لا يميل أن يأخذ الإنسان حقه بيده، ولكن بالطرق المشروعة، ومن الطرق المشروعة كما قلنا: أن تتجنبهم أولا، أن تبتعد عن فرص الاحتكاك، ألا ترد على جهلهم وسفاهتهم، فإذا تطاولوا فعليهم أن يشعروا أن لك أبناء عمومة وأنك تستطيع أن تقاتلهم وتخاصمهم، لكنك ما تريد لأنك طالب مهذب، فتريد للمدرسة أن تأخذ الإجراءات، وهذه في حالة إخبار المشرف المختص الذي كما قلنا نتمنى أن يكون فيه من الحكمة والحنكة ما يستطيع أن يتعامل مع مثل هذه الأوضاع ومع مثل هؤلاء الطلاب.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.