السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب أعزب, ولا أملك تكاليف الزواج, أشعر بحدة الشهوة الجنسية, وألجأ لفعل العادة السرية لكي أخفف من حدة الشهوة, وأستفرغ الطاقة التي لدي, ولكن العادة السرية تسبب لي العديد من المشاكل النفسية والجسمية، بالإضافة إلى حرمتها في الإسلام, فهل من دواء للتخفيف من حدة الشهوة لدي أو إخمادها أو نصيحة للتخفيف منها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك ابننا الكريم، ونشكر لك هذا السؤال وهذه الثقة وهذا التواصل المستمر مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.
ونحب أن نؤكد لك أن هذه الممارسة –العادة السيئة السرية– لا تعالج الشهوة، لكنها تزيدها سعارا واشتعالا، ولذلك ينبغي أن تجفف هذه الأمور من منابعها، فتجنب النظر إلى الغاديات الرائحات، وتجنب النظر في المواقع المشبوهات، وتتجنب التفكير في هذه الأمور، وتشغل نفسك بالمفيد، فإن هذه الطاقة التي خلقها الله في الإنسان لأهداف كبيرة ليعمر هذا الكون، الإنسان ينبغي أن يتعامل معها بأحد المحاور الآتية:
إما أن يستعلي عليها بالصيام، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم– والعبادات الروحية التي تربط الإنسان برب البرية، (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
كذلك أيضا ينبغي أن يكون هناك استبدال لهذه الشهوة واستبدال لهذه الطاقة بالرياضات المفيدة والحركة النشطة والعمل المفيد.
كذلك أيضا ينبغي استخدام الأوقات التي يجدها الإنسان في الدراسة وحفظ القرآن وطلب العلم والعمل النافع المفيد.
كذلك أيضا بتأجيل هذه الشهوة بعدم التفكير فيها، حتى يحين الوقت المناسب للزواج، عند ذلك يطلب الإنسان العفاف، والله تبارك وتعالى يعين من طلب العفاف، قال تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإيمائكم} خطاب يتوجه للمجتمعات، كأن قائلا يقول: من أين الأموال والدرهم والدينار؟ قال الله: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} ثم قال للذين لا يجدون نكاحا: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}.
وسبيل العفة يبدأ بغض البصر، والبعد عن مواطن النساء، والبعد عن الأغاني، وننصح كذلك بمصادقة الأخيار، وتجنب الوحدة لأن الشيطان مع الواحد، ننصحك بعدم المجيء للفراش إلا وأنت جاهز للنوم، وينبغي أن تأتي على طهارة وتنام على ذكر، وتستيقظ على ذكر، وتنهض من فراشك فور استيقاظك من النوم، وتلجأ إلى الله تبارك وتعالى، فإن في هذا إن شاء الله إحاطة وسيطرة على هذه الشهوة، أما إذا فتح الإنسان على نفسه هذه المنافذ فإن نيران الشهوة تشتعل.
نسأل الله أن يحفظك وأن يحفظ شبابنا، وأن ييسر لك الحلال؛ لأن العلاج الناجع لهذه الشهوة هو أن يتزوج الإنسان ويسعد بحياته، ونسأل الله أن يهيئ لك وللشباب أمر الزواج، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحب أن نؤكد لك أن الإنسان إذا عف نفسه وشغل نفسه بالخير قبل أن تشغله بالباطل فإن هذه الشهوة قد تتفرغ من خلال الاحتلام، وستظل نائمة، لكن الإنسان يوقظها كما قلنا بإطلاق البصر والقرب من النساء ... إلى غير ذلك، ولذلك الشريعة تسد هذه الأبواب التي تأتي منها الإثارة.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.