السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله كل الخير.
ظهر في تصوير السونار رحم ذو القرنين، ظهر في الصورة على شكل قلب، هل شكل القلب للجدار الخارجي أم الداخلي للرحم؟ وما نسبة احتمال حدوث حمل؟ وهل يؤثر هذا الرحم على التبول؟ وهل يسبب تشوها للجنين -لا قدر الله-؟
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرحم ذات القرنين هو تشوه خلقي في الرحم يحدث خلال المراحل المبكرة من الحياة الجنينية، وفيه يكون الرحم على شكل القلب، أي يكون هنالك انخفاض أو انبعاج في منتصف سطحه العلوي، وبالتالي يتشكل ما يشبه الحاجز في داخل الرحم، ويصبح شكل الرحم كشكل القلب، وسبب حدوثه غير معروف لغاية الآن.
ومثل هذه الحالة، أي (الرحم ذات القرنين) قد لا تبدو واضحة بالتصوير التلفزيوني الثنائي الأبعاد؛ لذلك فإن التشخيص عادة ما يتم عن طريق التصوير الظليل للرحم، أو عند تنظير جوف الرحم بالمنظار الرحمي، وحتى بعد وضع التشخيص بالتصوير الظليل أو بالمنظار الرحمي، فإنه يجب تأكيد هذا التشخيص بإحدى الطرق التالية:
1- عمل تصوير تلفزيوني ثلاثي الأبعاد.
2- عمل تنظير لجوف الحوض.
3- عمل تصوير بالرنين المغناطيسي.
إن تأكد التشخيص بأن الحالة هي (الرحم ذات القرنين)، فهنا يجب عدم التدخل؛ لأن الحالة لا تمنع الحمل، فيمكن حدوث الحمل بشكل طبيعي -بإذن الله تعالى-، ومن الممكن أن يستمر، وكثير من السيدات ممن لديهن هذه الحالة قد أنجبن عدة أطفال بشكل طبيعي -بإذن الله تعالى-، لكن يجب الحذر وعمل ربط لعنق الرحم عندما يبلغ عمر الحمل 14 أسبوعا؛ لأن الرحم ذات القرنين قد تؤهب لحدوث الإجهاض المتأخر، أو الولادة المبكرة –لا قدر الله-، وهذه الحالة لا تسبب تشوهات في الجنين، لكنها قد تؤدي إلى أن يكون الجنين بوضع معترض أو مقعدي بنسبة أكثر من الطبيعي.
وجوابا على سؤالك: هل هنالك علاقة بين الرحم ذات القرنين والجهاز البولي؟ أقول لك: نعم، فعندما يتم تشخيص أي تشوه في الجهاز التناسلي الأنثوي، ومن ضمنها حالة الرحم ذات القرنين، فيجب أن يتم أيضا عمل تصوير للجهاز البولي، وذلك للتأكد من عدم وجود تشوهات خلقية فيه –لا قدر الله-، والسبب هو أن المنشأ الجنيني لكلا الجهازين التناسلي والبولي هو منشأ مشترك ومتداخل، ولذلك قد يصادف حدوث تشوهات مشتركة بينهما، ورغم أن هذا التشارك لا يحدث في كل الحالات، إلا أني أنصحك بمراجعة طبيبة الأمراض البولية لعمل تصوير ظليل بالصبغة للجهاز البولي، للتأكد من عدم وجود أي تشوهات أخرى –لا قدر الله- في الجهاز البولي.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.