أدمنت الحشيش ثم تركته ولكني أصبت بقلق وتوتر وسرحان.. أرشدوني

0 374

السؤال

عمري 23 سنة، دخنت الحشيش لمدة أربع سنوات، ثم أقلعت عنه في شهر 11 من السنة الماضية؛ لأني بدأت أحس أنه غيرني، وأصبحت عصبيا جدا حتى أهلي أصبحوا لا يطيقون الحديث معي لعصبيتي الشديدة، بدأت مشكلتي عندما أقلعت عنه، أصبحت أحس نفسي في حلم، وفاقد الإحساس بما حولي، ومشوش التفكير، ولا أستطيع أن أركز في شيء معين، أفكر بشيء وفجأة أخرج منه، وأفكر بشيء ثاني.

أعاني من سرحان شديد، أحب العزلة، ولا أطيق الذهاب للمناسبات الاجتماعية، أصبحت كثير التردد والنسيان والقلق والتوتر، وأيضا الخوف الزائد. الرجاء ساعدوني، وأرشدوني دمتم بخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بنعمة الإقلاع عن هذا المؤثر العقلي الخبيث - وأقصد بذلك الحشيش - .
أيها الفاضل الكريم: المخدرات تعمل من خلال بوابات معينة في الدماغ، وهي تعمل على مستوى بعقل الزواحف أو العقل الحيواني، حيث توجد مراكز الغريزة وتفرز مادة تسمى (الدوبامين) هنا يحدث التشجيع والتحفيز وما يشعر به الإنسان من مردود إيجابي حين يتعاطى هذه المواد، ولكن قطعا هي زائفة.

قطعا المواد التخديرية، والتي تؤدي إلى ما يعرف بالتحمل حين يتوقف عنها الإنسان يفتقدها، ولكن هذا الافتقاد هو افتقاد مؤقت، بالعزيمة والإصرار والتصميم ينتهي كل شيء.

قطعا الحشيش أيضا يؤثر على الفص الدماغي الأمامي، وهو الذي من خلاله يخطط الإنسان لمستقبله، ويميز ذاته وعالمه، ولذا تجد متعاطيي الحشيش يفتقدون الطموح تماما، تفرط الأمور من أيديهم، تجد أن قناعاتهم بسيطة، هذه هي الناصية الخاطئة الكاذبة، ضربت ضربة قوية من خلال الحشيش، لكن بفضل من الله تعالى من يتوقف تبدأ عملية الترميم الدماغي توصل الخلايا الدماغية مع بعضها البعض، تتحرك بعد ذلك البوابات الإيجابية في الدماغ من خلال تنشيط ما يسمى بالمستقبلات العصبية، وإن شاء الله تعالى تحدث عملية الترميم - كما ذكرت - والتوازن النفسي.

أخي الكريم: حتى تصل لهذه المرحلة لا مانع أن تتناول دواءين، أحدهما يسمى يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد) تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أضف إليه عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت)، ويعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في اليمن، تناوله بجرعة خمسين مليجراما (حبة واحدة) ليلا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تنشط دماغك وتحسن تركيزك من خلال القراءة والاطلاعات، وقراءة القرآن بتؤدة وتدبر وتمعن تحسن التركيز ولا شك في ذلك، قال تعالى: {وذكر ربك إذا نسيت}، وقال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم}.

عليك أيضا بالنوم المبكر ففيه خير كثير، التوازن الغذائي مطلوب، ممارسة الرياضة هي من الأشياء الممتازة التي تؤدي إلى النقاء في التفكير، والشعور بالطاقات الجسدية والنفسية الإيجابية.

أيها الفاضل الكريم: ما فات قد فات وقد مضى، وأرجو أن تستفيد منه كعبرة، أنت شاب في مقتبل العمر، أمامك فرص عظيمة لأن تدمن أشياء جميلة في هذه الدنيا، أن تدمن صلاتك، عبادتك، عملك، القراءة، وبر والديك، واكتساب المعرفة من أعظم الأشياء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات