السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة، عمري 19 سنة ونصف، مشكلتي هي عدم انتظام الدورة، ومنذ أن أتتني الدورة وهي غير منتظمة، فعندما سألت الدكتورة في إحدى المرات، فسألتني عن عمري، وكان حينها أقل من 18 سنة، فقالت لي بعد أن تتمي ال 18 سنة ستنتظم الدورة وحدها، وفعلا بعد أن أتممت مدة أربعة أشهر أتتني منتظمة، ولكنها عادت بعد ذلك لعدم الانتظام إلى الآن، فكل شهر ونصف أو شهرين على حسب، وعلى فترة كانت تأتيني الدورة شهر منتظمة، والشهر الذي يليه غير منتظمة تتأخر، كما أن أوجاع الدورة تختلف في كل مرة، والدم الذي ينزل يكون أحيانا خفيفا وأحيانا غزيرا، وأحيانا تزيد عدد أيام الدورة وأحيانا تنقص، فكيف لي أن أنظم دورتي من دون الذهاب إلى الدكتورة؟ فأنا لا أريد أن أذهب.
وهل أكل الحلويات بكثرة، والسهر الزائد، والقلق له سبب في ذلك؛ فأنا أنام بالنهار وأبقى مستيقظة طول الليل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فعدم انتظام الدورة الشهرية منذ البلوغ وحتى الآن يشير إلى خلل في التوازن الهرموني بين هرمونات الغدة النخامية التي تفرز FSH -LH -PROLACTIN وهي الهرمونات المسئولة عن تحفيز ونمو البويضات وخروجها من المبايض، ومن بين الهرمونات التي تفرز من جراب البويضة هرمون: Estrogen، وهرمون: progesterone بعد خروجها من المبايض، كما أن الهرمون الأول وهو هرمون الحليب prolactin يمنع نزول الدورة في حالة ارتفاعه.
ولا بد من زيارة الطبيبة لترتيب عمل التحاليل والسونار على المبايض والرحم لتشخيص الحالة؛ حيث أن اضطراب الدورة الشهرية ونزولها بغزارة أحيانا ونزولها خفيفة أحيانا أخرى مسألة لها علاقة بالخلل في التوازن الهرموني بين هرمون الأستروجين الذي ترتفع نسبته قبل التبويض، وهو مسئول عن بداية بناء بطانة الرحم، وهرمون البروجيستيرون الذي ترتفع نسبته بعد التبويض، وهو مسئول عن إكمال بناء بطانة الرحم؛ ليسمح للبويضة المخصبة بالتعشيش داخل الرحم في حال الزواج، أو يسمح لنزول دورة شهرية منتظمة عند الفتيات.
ويصبح هرمون الأستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية بسبب النقص الشديد في هرمون البروجيستيرون الذي يزيد بعد التبويض، ويأتي نقصه من حالة التكيس على المبايض، وعدم مقدرة البويضات على الخروج من تحت جدار المبيض السميك، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيدا، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا بسبب عدم انقباض الأوعية الدموية في بطانة الرحم، وتأتي خفيفة أحيانا إذا تكونت بطانة رحم ضعيفة.
والسبب الرئيسي في حدوث التكيس هو الوزن الزائد، ويمكنك اتباع برنامج غذائي يشمل الحمية الغذائية، وممارسة الرياضة حتى ينقص الوزن في الشهور الستة القادمة، لمحاولة ضبط الهرمونات وضبط الدورة الشهرية، مع استخدام أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من خلال مساعدة الأنسولين الداخلي في الدم على العمل الجيد، ويستخدم في حالتك لمساعدة المبايض على التبويض الجيد وعلاج التكيس.
واستخدام حبوب الهرمونات ليس بالطبع الغرض منه منع الحمل، فأنت فتاة غير متزوجة، ولكن الغرض منه وقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية إن وجدت، وتنظيم الدورة الشهرية.
ولإعادة تنظيم الدورة يمكن تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 شهور متتالية، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من اليوم ال 16 من بداية الدورة حتى اليوم ال 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى حتى تنتظم الدورة الشهرية.
كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل: total fertility ويمكنك أيضا تناول كبسولات اوميجا 3 أيضا يوميا واحدة مع حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل، لأنها مهمة للتقوية العظام وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد، مع تناول الغذاء الجيد المتوازن، كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، لأن ذلك يساعد على علاج التكيس.
ومن الأشياء الطبيعية المذكورة في علاج التكيس:
أعشاب البردقوش، وتشرب مغلية مثل الشاي، ويمكن شربها مرتين يوميا، فهي تساعد على التبويض الجيد، وهناك مغلي مطحون الشعير، ويعرف بالتلبينة النبوية، وهو مفيد أيضا لعلاج الإمساك وعسرالهضم وعلاج مشاكل المبايض، وهناك أيضا حليب الصويا، وقد تم استخراج كبسولات الفيتو صويا منه، وتستخدم لعلاج التكيس وتحسين التبويض.
حفظك الله من كل مكروه وسوء ووفقك لما فيه الخير.