السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، ونسأل الله أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم.
استشارتي هي:
أعاني من خليط من الأمراض النفسية بعضها يطغى على بعض، منها: الخوف الزائد، وبعض الأفكار الوسواسية، والشكوك، وكذلك الخجل الاجتماعي، والقلق النفسي؛ حيث إني أتضايق من جلوسي مع الناس، وتأتيني أفكار ومشاعر سيئة، فلا أحس براحة ولا انشراح.
وأستعمل الآن افكسور 150، والسركويل 50، وأحيانا 100، ولي الآن أربعة أشهر، ولكني لا أشعر بالحافز للعمل، وكثيرا ما أؤجل أعمالي حتى أكون في حال نشاط، وانشراح، وفكرت في أن أضيف دواء لوسترال أو بروزاك، ولكني متردد.
آمل أن توجهوني، فهل لو أضيف أحد هذه الأدوية إلى جانب الأفكسور150، والسركويل 50 أفضل، أو إذا كان هناك دواء أفضل من وجهة نظركم.
شاكرين ومقدرين تجاوبكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا أرى من ناحية العلاج الدوائي: ما تتناوله الآن ممتاز جدا، وهو الإفكسر والسوركويل، أدوية فاعلة ممتازة، وليس هنالك حاجة أبدا لأن تضيف أي دواء آخر مثل: اللسترال، أو البروزاك، لكن ليس هنالك ما يمنع أن ترفع جرعة الإفكسر، وتجعلها مئتين وخمسة وعشرين مليجراما، تناول خمسة وسبعين مليجراما صباحا، ومائة وخمسين مليجراما ليلا، واستمر على هذا النهج لمدة شهرين أو ثلاثة؛ لأننا نريد نوعا من الدفع أو القفزة البيولوجية التي تحفز المرسلات العصبية لديك مما يحسن من مزاجك -إن شاء الله تعالى- وبعد انقضاء مدة شهرين أو ثلاثة أشهر ارجع إلى جرعتك السابقة وهي مائة وخمسين مليجراما.
أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تكون صارما مع ذاتك، وتحدد مهامك اليومية، وتقوم بإنجازها، وأفضل بداية يبدأ بها الإنسان هي أن يصلي صلاة الفجر مع الجماعة، ثم بعد ذلك يستفيد من الوقت الذي بعد الصلاة. صاحب الدراسة يجب أن يدرس في ذاك الوقت، صاحب العمل يجهز نفسه ويقرأ ورده القرآني، ويذهب بانشراح لعمله، وهكذا.
إذا حين نبدأ بدايات صحيحة من الصباح، ويكون نومنا الليلي مبكرا، هذا هو مفتاح الأمل والرجاء، ويرتب الخارطة الذهنية عند الإنسان ليحسن إدارة وقته، ومتى ما أحسن الإنسان إدارة وقته أحسن إدارة حياته.
أيها الفاضل الكريم: أنت ذكرت أنك تعاني من خليط من الأمراض النفسية، أنا لا أتفق معك في ذلك، أنت تعاني من خليط من الأعراض، قطعة من هنا وقطعة من هناك، وكلها هي نوع من القلق فقط وليس أكثر من ذلك. لا تنظر للأمر بتشعيب وتضخيم وتجسيم، على العكس تماما، لا تهزم نفسك أبدا، أنت -إن شاء الله تعالى- منتصر، ولديك القوة، ولديك الإرادة لتعيد صياغة أفكارك، وتغير هيكلتها بصورة تامة، أنت -الحمد لله تعالى- لديك الدافعية، لديك العمر النضر، في شبابك، المستقبل لك أيها الفاضل الكريم، فلا تنظر هذه النظرات السلبية أبدا.
ونحن دائما ننصح الناس ألا ينقادوا بمشاعرهم، أو بأفكارهم السلبية، إنما ينقادوا بأفعالهم، ولذا نصحتك بأن تكون منجزا في الصباح، هذا يعطيك الشعور بالرضا، وتجد أن اليوم كله قد سار معك بصورة سلسة جدا، مما يشعرك بالرضا والإشباع الداخلي حين تأتي وتجرد إنجازاتك في نهاية اليوم.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.