السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أني أعاني من النسيان الشديد، وصعوبة تذكر المعلومات، حتى إني أحيانا أنسى أفعالا فعلتها منذ دقيقة! وكذلك الدراسة وغيرها، المهم زرت طبيب مخ وأعصاب، وبعد إجراء الفحوصات والأشعة قال: عندك مياه زائدة على العصب البصري، ولم أفهمت معناها حتى الآن.
كذلك عندي ارتفاع ضغط الدم، وهو الذي سبب لي التوهان، وصعوبة التذكر، وأقنعني بذلك، وكتب لي حبوب (ميلجا واركاليون فورت) واستمريت عليها شهرا، ولكن لم تتحسن حالتي.
الآن (الاركاليون) مفعوله محدد، زرت طبيبا نفسيا بعد أن ظننت أن مشكلتي نفسية، واستغرقت جلساتي معه مدة سنتين، وخلالها أعطاني أدوية كثيرة، منها (فيلوزاك20) أخذته لمدة 6 شهور، على أنه يقلل النسيان، ولكن لا فائدة، وكتب لي (زولفت) لمدة سنة، ولا فائدة، ووجد أن حالتي النفسية ممتازة، ولا داعي لزيارته مرة أخرى، وعملت تحليل الدرقية، وجدتها طبيعية جدا، وأخذت أدوية منشطة للدورة الدموية، مثل (نتروبيل وتاناكان) ولا فائدة.
الآن لا أعرف ماذا أفعل، أرجوكم أرشدوني إلى الصواب، وإلى ما يفيدني، ولكم الثواب من الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح أن هذا النسيان الذي تعاني منه وتشتت التفكير لا أعتقد أنه ذو منشأ عضوي، غالبا ما يكون نتيجة لنوع من القلق أو الاكتئاب المقنع البسيط.
ما ذكره لك الأخ الطبيب المختص في المخ والأعصاب حول وجود مياه زائدة على العصب البصري، هذا بكل صدق وأمانة أنا نفسي لم أفهمه، لكن قطعا إذا رجعت إلى الطبيب يمكن أن يشرح لك بتفصيل أكثر.
طبيب الأمراض النفسية وصف لك بعض مضادات الاكتئاب، ويعرف أن الفلوزاك من الأدوية المحفزة جدا، من الأدوية التي تزيد من الدافعية، وحين تزيد دافعية الإنسان يتحسن تركيزه، وأنا لا أرى أن علاجك دوائي فقط، أنت محتاج للآتي:
أولا: أن تنام مبكرا، النوم المبكر يعطي فرصة لخلايا الدماغ لتكون في حالة سكينة واستقرار، وهذا يؤدي إلى ترميم هذه الخلايا الدماغية مما يجعلك أكثر تركيزا وقدرة على الاستيعاب في الصباح، وحين يصلي الإنسان الفجر حاضرا وبعد ذلك يقرأ ورده القرآني ثم يقوم ببعض التمارين الرياضية البسيطة وكذلك تمارين الاسترخاء، قطعا تركيزك سوف يتحسن، سر على هذا المنهج، فهو مجرب.
الأمر الثاني هو: أن تنظم غذاءك، الغذاء مهم جدا.
ثالثا: أن تطبق تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة، تؤدي إلى سكينة نفسية وجسدية، وهذا قطعا يحسن التركيز. ارجع إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) وسوف تجد -إن شاء الله تعالى- فيها ما يفيدك.
رابعا: حسن إدارة الوقت، تعدد الأنشطة، التواصل الاجتماعي، التفكير الإيجابي، كلها وسائل لتحسين التركيز.
هذا هو المنهج الذي يجب أن تسير عليه، وأنا أرى أن تناولك لعقار يعرف تجاريا باسم (فلوزاك) واسمه الآخر (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين) حتى وإن كانت تجربتك الأولى معه ليست جيدة، لكن يمكن أن تجربه مرة أخرى، تناوله بمعدل كبسولة واحدة لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولتين يوميا لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة لمدة ستة أشهر أخرى. أعتقد أنه سيفيدك كثيرا.
أما الأدوية الأخرى كـ (النتروبيل) والـ (تاناكان) لا أرى أنها ذات فائدة أساسية.
سيكون من الضروري جدا أن تفحص مستوى فيتامين (د) ومستوى فيتامين (ب12) هذه الفيتامينات الآن أصبح نقصانها شائعا، وكثيرا ما تؤدي إلى ضعف في التركيز.
أرجع أن تتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وتركز على تغيير نمط حياتك حسب الأسس التي ذكرتها لك، هذا يشعرك بالطمأنينة، والقوة النفسية الداخلية التي تساعدك على حسن التركيز.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.