أخي فاسد ووالدي سيقوده إلى الهاوية بسبب تعامله معه!

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي أخ عمره 23 سنة، وهو فاسد تماما، يشرب السجاير، ويعمل كل الحرام، ويكذب كلما فتح فمه، فاشل في أي كلية يدخلها، حتى في عمله ووظيفته، لا ينتظم في عمله مهما كان جيدا، حتى إنه كان يتكلم معنا نحن أخواته بكلام جنسي! كنت أكرهه ولا أطيق التعامل معه أبدا، وأخي الصغير يرتعب منه.

أصحابه مثله، ولا يكون صداقات جديدة إلا مع من هم على شاكلته، هو ليس مسيطرا أو واثقا من نفسه، بل هو ضعيف جدا، شخصيته شبه معدومة، أتعب أمي جدا، والسبب في كل هذا أبي، فقد كان دائما ما يصرخ عليه، هذا إذا لم يضربه على أتفه الأسباب، وطبعا يبحث خلفه وينقب عن أي شيء يدينه به ويوبخه عليه، وأحيانا من دون أسباب إذا رآه ممددا في البيت، أو يأكل، أو إذا تأخر عن الصلاة دقيقة واحدة. أبي يعامله بطريقة مختلفة عنا منذ أن كان بعمر سنة، حتى إني كنت أشك بأنه ليس أخي!

أمي تعبت منه، ونحن تعبنا، ولكن لا ندري كيف نغيره، وكيف نقربه من الله؟ وهل يمكن ذلك في هذا العمر؟ دلونا على الحل.

علما بأن أبي هو المخطئ، وقد كلمناه ألف مرة ولكنه أبدا لم يتغير.

أنقذونا، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمكم السداد والرشاد، وأن يعينكم على الخير، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي حملتك على الاهتمام والاغتمام لأمر هذا الأخ، ونؤكد أن وقوفكم معه سيكون له تأثير طيب، وكم تمنينا لو أن الوالد يتوقف عن هذه الطريقة السيئة التي يدفع بها الولد إلى الهاوية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على الخير، ونتمنى أن تقتربوا من هذا الأخ، وتقدموا له الخدمات، وتنصحوه، وتطالبوه بأن يتحمل الوالد، وأن يغير صورته في عينه، وأن يتفادى الأمور التي تغضب الوالد.

إذا كنتم لا تستطيعون أن تغيروا الوالد فيمكن أن تغيروا هذا الشاب كي يعود إلى الحق والصواب، وعندها لن يجد الوالد ما يتكلم به، حتى ولو تكلم فإننا نذكر الولد بأن الإنسان يصبر على والده ويصبر على والدته، وهو مأجور في كل ذلك؛ لأن المطلوب منه هو أن يصبر، ولا يحاول أن يرد أو يقسو أو يسيء للوالد أو للوالدة؛ لأن هذا مما لا يرضاه الله، مع إقرارنا أن الأسلوب الذي يتخذه الوالد أسلوب مدمر، وهذه نتائج طبيعية لمثل هذه الممارسات الخاطئة، التي تحصل بكل أسف من هذا الوالد.

كم تمنينا لو أن هناك أيضا عقلاء أو علماء أو دعاة يتدخلون في هذه المسألة، حتى يبتعد الوالد أو يبعد على الأقل عن هذا الأسلوب السيئ الذي يتعامل به مع هذا الولد، فإن الإنسان إذا شعر أنه متهم وأنه لا يصدق، وأن هناك أبا متسلطا ودائما يسيء إليه، ودائما يبحث عن أخطائه من أجل أن يوبخه عليها، فإن هذه وصفة لدمار الإنسان.

لذلك نتمنى أن تجتهدوا في إقناع الوالد، فإن فشلتم فأقنعوا هذا الشاب أن ينحني للعاصفة، ويتحمل من والده، ولا يقف طويلا عند كلامه، ويتفادى الأمور التي تغضب الوالد جهده، وعليه قبل ذلك وبعده أن يتجنب المنكرات والمعاصي، وأن يصلح ما بينه وبين الله؛ لأن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله؛ أصلح الله ما بينه وبين الوالد والوالدة والإخوان والناس أجمعين، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها ويصرفها كيف يشاء، ونؤكد ضرورة الاستمرار وتجنب اليأس وتكرار المحاولات، والاجتهاد في شغله بالمفيد، والتواصل مع من ترون فيهم الخير والصلاح؛ ليربطوه بهم ويتواصلوا معه؛ فالمرء على دين خليله.

كما ننبهك -أيتها الفاضلة- على عدم الإكثار من الجلوس معه، وإذا اقترب منك بطريقة مريبة فابتعدي عنه، وإذا حدثت منه تجاوزات بالكلام أو الأفعال؛ فلا تسكتي ولا تتساهلي معه حيال ذلك، هذا مع بذل الوسع بنصحه، ولو أحيانا بالطرق غير المباشرة، كمقاطع مفيدة ترسلينها له، أو اسطوانة بها مواد جيدة تهدينها إليه.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات