أريد أن أتعلم الشريعة والإسلام، ولا أعرف كيف السبيل إلى ذلك؟

0 201

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله عنا كل خير، وجعل تعبكم في ميزان حسناتكم.

أنا عازمة -إن شاء الله- على أن أتعلم الشريعة والإسلام، هذه الأيام أجتهد كثيرا في قراءة الفتاوى هنا، وسماع بعض المحاضرات الإسلامية، وعازمة -إن شاء الله- على تعلم الدين بواسطة الانترنت، ولكن لا أجد معينا بعد الله إلا هذا الموقع، وأنا لا أعرف من أين أبدأ؟ فقد أجهدت نفسي كثيرا، وما يخيفني هو أنني كلما سمعت محاضرة أتأثر كثيرا وأبكي وأخاف عذاب الله، وأخاف أن أموت قبل أن أسير على الطريق الصحيح كما يريد الله، وهذه الأيام عندما أفكر في الشريعة أجد الطريق طويلا، وأنا أريد التعلم بسرعة فكيف ذلك؟ وهل أبدأ بالمحاضرات أم تفسير القران أم بماذا؟ فأنا لا أعرف حتى ما معنى مذهب شافعي أو حنفي، حيث أنني أعمل أشياء بسيطة ربما تكون حراما دون أن أعرف، فقد أصبحت لا أفكر إلا في الحلال والحرام طول اليوم، فقد وصلت منذ سنين إلى الطريق الصحيح واستسلمت، ولا أريد أن أكرر فشلي.

وأعتذر كثيرا عن كثرة الأسئلة، فأنا أعيش في أوروبا وفي مدينة قل فيها الصالحون.

أرجكوم تحملوني هذه الأيام.

بارك الله فيكم وبارك في موقعكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ narjes حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونشكر لك هذه الرغبة في الخير وفي تعلم أحكام الشرع الحنيف، ونتمنى أن تجدي هناك مراكز إسلامية تبدئين من خلالها تعلم الأساسيات، لأن سماع المحاضرات وسماع الدروس بهذه الطريقة يفيد الإنسان، ولكن التعليم الصحيح يبدأ بالتدرج، فيبدأ الإنسان يتعلم صغار العلم قبل كباره، ويبدأ يتعلم الأساسيات، فيتعلم ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله مع الناس، وهذا طريق ميسور وسهل.

وحتى يحصل لك هذا لا مانع من أن تستمعي وتتواصلي مع هذا الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الارتباط بحلقة علم لداعية أو أحد الدعاة عندكم في البلاد التي أنتم فيها، ونعتقد أن الفرص واسعة، ولا مانع أيضا من الدخول إلى الأكاديميات العلمية التي تبدأ من خلال النت، وأرجو أن تتابعي هذه الأكاديميات فهي كثيرة، وتوجد فيها الدروس العلمية المرتبة، وفيها أشياء تناسب المبتدئين، والإنسان ينبغي أن يدرس هذا العلم بالتدرج، وخطوة بعد خطوة، وتستشيري من حضرك من أهل العلم والفضلاء، فهم الأعرف بتقييم قدرك وتحديد المساحة والمكان الذي يمكن أن تكون منه البداية.

غير أننا نؤكد أن العلوم الشرعية تحتاج إلى بدايات مرتبة وبدايات منظمة، ثم بعد ذلك ينطلق الإنسان بعد أن يدرس الأساسيات وفق القواعد والفنون التي وضعها أهل العلم في تبسيط وشرح هذه الشرعية التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، ونؤكد لك أنك على خير، والإنسان طالما بدأ مشوار التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى فإنه لن يبالي إن وقع هو على الموت أو وقع عليه، ومن سار على الدرب وصل، فالمهم هو الثبات على هذه التوبة، والمهم هو الحرص على أن تزدادي في كل يوم من العلم الشرعي، وحفظ لكتاب الله، وتقرب إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات