السؤال
السلام عليكم..
أكتب هذا الكلام وأنا في قمة حرماني من وضعي العاطفي مع زوجي الذي تعبت في محاولة التأقلم معه، ومحاولة إفهامه احتياجاتي سواء تلميحا أو تصريحا.
تزوجت قبل 3 أعوام، وأبلغ من العمر 22 سنة، وزوجي 32 سنة، زوجي إنسان طيب، وكريم جدا، ورحيم، ومتفهم جدا من الناحية الجنسية، ومشاكلنا عادية وغير كثيرة، ولكنه لا يجيد الألفاظ الجميلة التي تتمناها كل زوجة، مع أنه متحدث بارع، لا يجيد القبلات، ولا يجيد الأحضان الدافئة.
أنا عاطفية، صبورة، طيبة، منذ 3 سنوات -أي من بداية زواجنا- قال لي أن لا أعيد طلب الحضن منه فهو لا يحبه، هكذا بكل بساطة وثقة، وفعلا لم أعد أقول له أشتاق لحضنك أو احضني، والله إن قلبي يتقطع على حضنه، وإذا لم أستطع التحمل أذهب وأحضنه وهو لا حراك.
في كل ليلة أقبله عند النوم وهو لا يبادرني بذلك إطلاقا، ولا يقوم بتقبيلي أيضا من باب المجاملة عند تقبيلي له، كل هذا وأكثر، دائما أتناساه وأقول بأنه قد يكون تربى في بيئة جافة، وأنه يعبر عن حبه بالكرم والسفر والنزهات وغيرها، ولكن لا أستطيع التحمل في كثير من المرات أثناء العلاقة الخاصة، وخاصة عند استعجاله لا يقوم بتقبيلي أو بأي شيء يشعرني بالعاطفة والحب كزوجة، وعند انتهائه يدير رأسه وينام.
أنا مبعثرة، ولا تواسيني غير دموعي، أشتاق بشدة إلى اللحظة التي أشعر فيها بالدفء والقرب العاطفي.
أنا صبورة، ولكن بدأ عطائي يقل، كنت لا أستطيع النوم حتى أقبل رأسه وخده، حتى وأنا في قمة انشغالي، الآن لا أقوم بذلك إلا بين الفينة والفينة.
باختصار: أريده أن يحتويني كأنثى وكزوجة محبوبة، لا أن يلمس جسدي فقط للجنس، وإن لم يكن هناك جنس لا يوجد أي تواصل.
أرجو منكم توجيهي للسبل الصحيحة للتعامل معه، ولتكييف نفسي على هذه المشكلة إن اعتبرتموها مشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الخنساء محمد علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونعبر لك عن سعادتنا على هذا الفهم وهذا النضج في طرح السؤال وفي فهم هذه الاحتياجات، التي نتمنى أن يتجاوب معها زوجك، ونعتقد أنه يحتاج إلى شيء من الوقت، والزمن جزء من الحل -بإذن الله تبارك وتعالى– ولكن مع ضرورة أن تستمري على ما أنت عليه، وتفتعلي هذه المواقف الجميلة، وسيأتي اليوم -إن شاء الله تعالى– الذي يكون فيه نوع من التجاوب معك، علما بأنه الآن –كما أشرت– يتجاوب، فالرجل عندنا بكل أسف يعبر عن حبه بالعطاء وبالكرم وبالنزهات وبالعطايا، والمرأة تحتاج لهذا، ولكن تحتاج إلى شيء أكثر منه، وهو التعبير اللفظي، والتعبير بالممارسات، والتعبير بالاحتضان وبالقبلات وباللمسات، هذه مسائل مهمة جدا لا بد للرجال أن يعرفوا حاجة بناتنا وحاجة زوجاتنا إلى العطف، حتى الفتيات لا تنحرف إلا الفتاة التي لا تجد الاهتمام العاطفي والثناء، فإن التي تشبع من كلمات الحب من بناتنا لا يمكن أن تبحث وتميل مع أول كلمة تسمعها في الشارع أو في غيره.
ولكن إذا وجدت هذه العواطف في البيت، ووجدت هذه الحنية، ووجدت هذا الدفء العاطفي والإشباع العاطفي والثناء على جمال البنت وعلى ما تعمله من أعمال طيبة، وعلى حسن ذوقها ورشاقتها وغير ذلك، فإنها ستميل مع أول من يشير لها في الخارج.
لذلك نتمنى أن تدفعي زوجك للكتابة إلينا، اجعليه هو يسأل عن احتياجات الأنثى حتى تأتي الإجابة من الرجل، فإن بعض الناس لا يصدق الإجابة عندما تأتيه من زوجته، ولكنه يأخذ عن الرجال ويستمع لكلامهم وينفذ التوجيهات التي تأتيه.
وعلى كل حال نحن سعداء بهذه الاستشارة، ونصر على أن تستمري على ما أنت عليه، بل تزيدي من هذه الجرعات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعله ينتبه لاحتياجاتك، ولا تعذبي نفسك بالدموع إذا تأخرت الاستجابة، فإن هذا لا يعني أنه لا يحبك، ولكن يعني أنه لا يجيد فن التعبير عن مشاعره، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
ونحن نحتار من أين جئنا بهذا الجفاء، مع أن صاحب الرسالة -عليه الصلاة والسلام– كان يقبل زوجاته، وكان يقبل فاطمة الزهراء ويجلسها، وكان الصديق يدخل على عائشة فوجدها مريضة فقبل خدها وقال: (كيف أنت يا بنية) هذه لامرأة متزوجة، وكان لعمر زوجة تقبله إذا خرج –رضي الله عنهم وأرضاهم– والنبي -صلى الله عليه وسلم– كان يقبل وهو صائم، ويقبل وهو خارج إلى الصلاة، عليه صلاة الله وسلامه.
فما أحوجنا نحن الرجال بالتأسي بسيد الرجال عليه صلاة ربنا الكبير المتعال.