السؤال
السلام عليكم
خطبت لرجل ينقصني في العمر بسنتين، وأنا متخوفة من هذا الزواج، هل سينجح أم لا؟ وخائفة أن يعايرني بكبر سني في يوم من الأيام، وقد استخرت الله وتمت الخطبة، وقام بالنظرة الشرعية، وأمه ليس عندها مشاكل بالعمر، فقد أخبرناها لكي تخبره، لكن برغم اقتناعي به من كل النواحي، فهو متدين -والحمد لله- وعلى خلق، إلا أن شعوري بالخوف من العمر بيني وبينه يسيطر علي، فكيف أتغلب على هذا الخوف؟ وكيف أعزز ثقتي بنفسي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملكة الإحساس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الكريمة - في الموقع، ونؤكد لك أن الحب لا يعرف الفرق في الأعمار، وأن المهم هو الانسجام والارتياح الذي يترتب على النظرة الشرعية، ونؤكد أن دخول الأسر ووجود والدته وعلمها دليل على أن هذا الزواج سيكون -إن شاء الله تعالى– من أنجح أنواع الزواج، لأنه جاء عن تعارف وتآلف، تعارف بين بيتين وبين أسرتين، فما بينكم أكبر من مثل هذه الأمور، فلا تهتمي ولا تغتمي بهذا الأمر، واعلمي أيضا أن الفرق بينكم ليس بذلك الفرق الكبير، وأنت تعلمين – كما يعلم كل مسلم – أن خديجة – رضي الله عنها وأرضاها – كانت تكبر النبي - صلى الله عليه وسلم – بسنوات عديدة، في حدود خمسة عشر عاما، وعاشت معه أحسن حياة عرفتها الدنيا – عليها من الله الرضوان -.
لا تغتمي لهذا الأمر، ولا تعطيه أكبر من حجمه، واعلمي أن المرأة تستطيع أن تسعد مع زوجها إذا أطاعت الله فيه، وإذا أطاع الله فيها، وإذا حرص الجميع على حسن المعاشرة، وأن يكون كل طرف أفضل للثاني، لأن خير الأزواج عند الله تبارك وتعالى خيرهم لصاحبه، فنسأل الله أن يديم عليك هذه النعمة، ونتمنى أن تطردي هذه الوساوس فإنها من عدونا الشيطان، الذي يريد أن يعكر عليك صفو الحياة، وهم هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا، فاحمدي الله على هذه النعمة، وأقبلي على حياتك الجديدة بروح جديدة، وبأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، واعلمي أن الرجل يسعد مع المرأة، وهي الأقدر على أن تسعده إذا فهمت الحق الشرعي بالنسبة له، وإذا فهم أيضا الواجبات المترتبة على هذه الحياة التي قال فيها قدوتنا -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم خيركم لأهلي، وأنا خيركم لأهلي) أو كما جاء عنه – عليه صلاة الله وسلامه -.
نخبركم أن كثيرا من الزوجات يدخلن الجنة بحسن الطاعة والتبعل للأزواج، وكثير من الأزواج يدخلون الجنة بحسن المعاشرة والعطف على الزوجات، فنسأل الله أن يديم بينكم مشاعر الحب، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.